[ ص: 241 ] سورة النحل
مكية كلها
1- أتى أمر الله فلا تستعجلوه يعني القيامة . أي هي قريب فلا تستعجلوا. وأتى بمعنى يأتي . وهذا كما يقال: أتاك الخير فأبشر. أي سيأتيك.
2- ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أي: بالوحي.
5- لكم فيها دفء (الدفء : ما استدفأت به. يريد ما يتخذ من أوبارها من الأكسية والأخبية وغير ذلك.
6- ولكم فيها جمال حين تريحون إذا راحت عظام الضروع والأسنمة، فقيل: هذا مال فلان .
وحين تسرحون بالغداة. ويقال: سرحت الإبل بالغداة وسرحتها .
7- بشق الأنفس أي بمشقة. يقال: نحن بشق من العيش، أي بجهد. وفي حديث أم زرع: "وجدني في أهل غنيمة بشق" . [ ص: 242 ]
9- ومنها جائر أي: من الطرق جائر لا يهتدون فيه. والجائر: العادل عن القصد .
10- ماء لكم منه شراب ومنه شجر يعني المرعى. قال لا تأكل ثمر الشجر فإنه سحت. يعني الكلأ. عكرمة:
فيه تسيمون أي ترعون. يقال: أسمت إبلي فسامت. ومنه قيل لكل ما رعى من الأنعام: سائمة، كما يقال: راعية.
14- وترى الفلك السفن.
مواخر فيه أي: جواري تشق الماء. يقال: مخرت السفينة. ومنه مخر الأرض، إنما هو شق الماء لها.
15- وألقى في الأرض رواسي أي: جبالا ثوابت لا تبرح. وكل شيء ثبت فقد رسا.
أن تميد بكم أي: لئلا تميد بكم الأرض. والميد: الحركة والميل. ومنه يقال: فلان يميد في مشيته: إذا تكفأ .
21- وما يشعرون أيان يبعثون أي: متى يبعثون.
26- فأتى الله بنيانهم من القواعد أي: من الأساس. وهذا مثل. أي أهلكهم كما أهلك من هدم مسكنه من أسفله فخر عليه. [ ص: 243 ]
28- فألقوا السلم أي: انقادوا واستسلموا. والسلم: الاستسلام.
44- بالبينات والزبر الكتب. جمع زبور.
47- أو يأخذهم على تخوف أي: على تنقص. ومثله: التخون، يقال: تخوفته الدهور وتخونته، إذا نقصته وأخذت من ماله أو جسمه.
48- يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل أي: تدور ظلاله وترجع من جانب إلى جانب. والفيء: الرجوع. ومنه قيل للظل بالعشي: فيء، لأنه فاء عن المغرب إلى المشرق.
سجدا لله أي مستسلمة منقادة. وقد بينت هذا في كتاب "المشكل "
وهم داخرون أي: صاغرون. يقال: دخر لله .
52- وله الدين واصبا أي: دائما . والدين: الطاعة. يريد: أنه ليس من أحد يدان له ويطاع إلا انقطع ذلك عنه بزوال أو هلكة، غير الله. فإن الطاعة تدوم له.
53- ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون أي: تضجون بالدعاء وبالمسألة. يقال: جأر الثور يجأر.
و الضر البلاء والمصيبة. [ ص: 244 ]
56- ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم هذا ما كانوا يجعلونه لآلهتهم من الحظ في زروعهم وأنعامهم. وقد ذكرناه في سورة الأنعام .
57- ويجعلون لله البنات سبحانه . أي تنزيها له عن ذلك.
ولهم ما يشتهون يعني البنين.
58- وهو كظيم أي حزين قد كظم فلا يشكو ما به.
59- أيمسكه على هون أي على هوان.
أم يدسه في التراب أي يئده.
60- ولله المثل الأعلى شهادة أن لا إله إلا هو.
62- ويجعلون لله ما يكرهون من البنات.
وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى أي الجنة. ويقال: البنين.
وأنهم مفرطون أي معجلون إلى النار . يقال: فرط مني ما لم أحسبه. [ ص: 245 ] أي سبق. والفارط: المتقدم إلى الماء لإصلاح الأرشية والدلاء حتى يرد القوم. وأفرطته: أي قدمته.
66- نسقيكم مما في بطونه ذهب إلى النعم. والنعم تؤنث وتذكر و (الفرث ما في الكرش.
وقوله: من بين فرث ودم لبنا لأن اللبن كان طعاما فخلص من ذلك الطعام دم، وبقي منه فرث في الكرش، وخلص من الدم لبن.
سائغا للشاربين أي: سهلا في الشراب لا يشجى به شاربه ولا يغص.
67- تتخذون منه سكرا أي: خمرا. ونزل هذا قبل تحريم الخمر .
ورزقا حسنا يعني: التمر والزبيب. وقال أبو عبيدة: السكر: الطعم . ولست أعرف هذا في التفسير.
68- وأوحى ربك إلى النحل [أي: ألهمها. وقيل:] سخرها. وقد بينت في كتاب "المشكل" أنه قد يكون كلاما وإشارة وتسخيرا . [ ص: 246 ] ومما يعرشون كل شيء عرش من كرم أو نبات أو سقف: فهو عرش ومعروش.
ثم كلي من كل الثمرات أي: من الثمرات. وكل هاهنا ليس على العموم. ومثل هذا قوله تعالى: تدمر كل شيء بأمر ربها .
69- فاسلكي سبل ربك ذللا أي: منقادة بالتسخير. وذلل: جمع ذلول.
70- ومنكم من يرد إلى أرذل العمر وهو الهرم; لأن الهرم أسوأ العمر وشره.
لكي لا يعلم بعد علم شيئا أي: حتى لا يعلم بعد علمه بالأمور شيئا لشدة هرمه.
71- والله فضل بعضكم على بعض في الرزق يعني: فضل السادة على المماليك.
فما الذين فضلوا يعني: السادة.
برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أي: لا يجعلون أموالهم لعبيدهم حتى يكونوا والعبيد فيها سواء . وهذا مثل ضربه الله لمن جعل له شركاء من خلقه.
72- بنين وحفدة الحفدة: الخدم والأعوان. ويقال: هم بنون وخدم.
ويقال: الحفدة الأصهار. وأصل الحفد: مداركة الخطو والإسراع في المشي. وإنما يفعل هذا الخدم. فقيل لهم: حفدة، واحدهم حافد، مثل كافر وكفرة. ومنه [ ص: 247 ] يقال في دعاء الوتر: وإليك نسعى ونحفد .
73- وقوله: ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا نصب شيئا بإيقاع رزق عليه . أي: يعبدون ما لا يملك أن يرزقهم شيئا. كما تقول: هو يخدم من لا يستطيع إعطاءه درهما.
76- وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أي: ثقل على مولاه. أي على وليه وقرابته. مثل ضربه لمن جعل شريكا له في خلقه .
هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم مثل ضربه لنفسه.
80- وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا يعني قباب الأدم وغيرها.
تستخفونها في الحمل.
يوم ظعنكم يوم سفركم ويوم إقامتكم
و (الأثاث : متاع البيت من الفرش والأكسية. قال أبو زيد: واحد الأثاث: أثاثة . [ ص: 248 ]
81- والله جعل لكم مما خلق ظلالا أي ظلال الشجر والجبال.
و (السرابيل : القمص.
تقيكم الحر أراد تقيكم الحر والبرد. فاكتفى بذكر أحدهما إذا كان يدل على الآخر. كذلك قال الفراء.
وسرابيل تقيكم بأسكم يعني الدروع تقيكم بأس الحرب .
83- يعرفون نعمت الله أي يعلمون أن هذا كله من عنده، ثم ينكرون ذلك، بأن يقولوا: هو شفاعة آلهتنا .
92- (الأنكاث : ما نقض من غزل الشعر وغيره. واحدها نكث، يقول: لا تؤكدوا على أنفسكم الأيمان والعهود ثم تنقضوا ذلك وتحنثوا فتكونوا كامرأة غزلت ونسجت، ثم نقضت ذلك النسج فجعلته أنكاثا .
تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أي: دخلا وخيانة .
أن تكون أمة أي: فريق منكم.
أربى من أمة أي: أغنى من فريق.
100- إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون لم يرد أنهم بإبليس كافرون. ولو كان هذا كذا كانوا مؤمنين. وإنما أراد [ ص: 249 ] الذين هم من أجله مشركون بالله. وهذا كما يقال: سار فلان بك عالما، أي سار من أجلك.
101- وإذا بدلنا آية مكان آية أي: نسخنا آية بآية.
103- يلحدون إليه أي يميلون إليه ويزعمون أنه يعلمك. وأصل الإلحاد: الميل.
106- ولكن من شرح بالكفر صدرا أي فتح له صدرا بالقبول.
111- يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها أي يأتي كل إنسان يجادل عن نفسه [غدا] .
112- رغدا كثيرا واسعا.
118- وعلى الذين هادوا يعني: اليهود.
120- كان أمة أي معلما للخير يقال: فلان أمة. وقد بينت هذا في كتاب "المشكل" .
قانتا لله أي مطيعا.
121- شاكرا لأنعمه جمع نعم. يقال: يوم نعم ويوم بؤس، ويجمع أنعم وأبؤس. وليس قول من قال: إنه جمع نعمة بشيء; لأن فعلة لا يجمع على أفعل .
127- ولا تك في ضيق تخفيف ضيق. مثل: هين ولين. وهو إذا [ ص: 250 ] كان على هذا التأويل صفة. كأنه قال: لا تك في أمر ضيق من مكرهم.
ويقال: إن "ضيق" و " ضيق" بمعنى واحد. كما يقال: رطل ورطل.
ويقال: أنا في ضيق وضيقة. وهو أعجب إلي.