"ومما يؤكد أن الله مستو على عرشه دون الأشياء كلها، ما نقله أهل الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث النزول، الأشعري: كقوله: قال ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من داع فأستجيب له؟ حتى يطلع الفجر".
قال "دليل آخر. قال الله تعالى: الأشعري: يخافون ربهم من فوقهم [سورة النحل: 50]، وقال تعالى: تعرج الملائكة والروح إليه [سورة المعارج: 4]، وقال: ثم استوى إلى السماء وهي دخان [سورة فصلت: 11]، وقال: ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا [سورة الفرقان: 59]، وقال: ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع [سورة السجدة: 4]، فكل ذلك يدل على أنه تعالى في السماء، مستو على عرشه. والسماء [ ص: 205 ] بإجماع الناس ليست الأرض، فدل على أن الله منفرد بوحدانيته مستو على عرشه".
وقال "دليل آخر. قال عز وجل: الأشعري: وجاء ربك والملك صفا صفا [سورة الفجر: 22]، وقال تعالى: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة [سورة البقرة: 210]، وقال تعالى: {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى إلى قوله: لقد رأى من آيات ربه الكبرى [سورة النجم: 7-18].
وقال عز وجل لعيسى ابن مريم: إني متوفيك ورافعك إلي [سورة آل عمران: 55].
وقال: وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه [سورة النساء: 157-158] وأجمعت الأمة على أن الله رفع عيسى إلى السماء".
قال "ومن دعاء أهل الإسلام جميعا، إذا هم [ ص: 206 ] رغبوا إلى الله عز وجل في الأمر النازل بهم، يقولون جميعا: يا ساكن العرش، ومن حلفهم جميعا: لا والذي احتجب بسبع سماوات". الأشعري:
فقد إجماع المسلمين على أن الله فوق العرش، وأن خلقه محجوبون عنه بالسماوات، وهذا مناقض لقول من يقول: إنه لا داخل العالم ولا خارجه، الأشعري فإن هؤلاء يقولون: ليس للعرش به اختصاص، وليس شيء من المخلوقات يحجب عنه شيئا. حكى
ومن أثبت الرؤية منهم إنما يفسر رفع الحجاب بخلق إدراك في العين، لا أن يكون هناك حجاب منفصل يحجب العبد عن الرؤية.