الواو
: جارة وناصبة ، وغير عاملة . الواو
فالجارة : واو القسم ، نحو : والله ربنا ما كنا مشركين [ الأنعام : 23 ] .
والناصبة : واو ( مع ) فتنصب المفعول معه في رأي قوم ، نحو : فأجمعوا أمركم وشركاءكم [ يونس : 71 ] ولا ثاني له في القرآن . والمضارع في جواب النفي أو الطلب عند الكوفيين ، نحو : ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين [ آل عمران : 142 ] ياليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون [ الأنعام : 27 ] .
واو الصرف عندهم ، ومعناها : أن الفعل كان يقتضي إعرابا ، فصرفته عنه إلى النصب ، نحو : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء [ البقرة : 30 ] في قراءة النصب .
وغير العاملة : أنواع
[ ص: 540 ] أحدها : واو العطف ، وهي لمطلق الجمع ، فتعطف الشيء على مصاحبه ، نحو : فأنجيناه وأصحاب السفينة [ العنكبوت : 15 ] .
وعلى سابقه نحو : أرسلنا نوحا وإبراهيم [ الحديد : 26 ] .
ولاحقه ، نحو : يوحي إليك وإلى الذين من قبلك [ الشورى : 3 ] .
وتفارق سائر حروف العطف في اقترانها بإما ، نحو : إما شاكرا وإما كفورا [ الإنسان : 3 ] .
. وب ( لا ) بعد نفي ، نحو : وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم [ سبإ : 37 ] .
وب ( لكن ) نحو : ولكن رسول الله [ الأحزاب : 40 ] .
وتعطف العقد على النيف ، والعام على الخاص ، وعكسه . نحو : ( وملائكته ورسله وجبريل وميكال ) [ البقرة : 98 ] رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات [ نوح : 28 ] .
والشيء على مرادفه ، نحو : صلوات من ربهم ورحمة [ البقرة : 157 ] إنما أشكو بثي وحزني إلى الله [ يوسف : 86 ] .
والمجرور على الجوار ، نحو : برءوسكم وأرجلكم [ المائدة : 6 ] .
وقيل : ترد بمعنى ( أو ) وحمل عليه مالك : إنما الصدقات للفقراء والمساكين [ التوبة : 60 ] الآية : .
وللتعليل ، وحمل عليه الخارزنجي الواو الداخلة على الأفعال المنصوبة .
ثانيها : واو الاستئناف ، نحو : ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده [ الأنعام : 2 ] لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى [ الحج : 5 ] . واتقوا الله ويعلمكم الله [ البقرة : 282 ] . من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم [ الأعراف : 186 ] . بالرفع ، إذ لو كانت عاطفة لنصب ( ونقر ) وانجزم ما بعده ، ونصب ( أجل ) .
ثالثها : واو الحال الداخلة على الجملة الاسمية ، نحو : ونحن نسبح بحمدك [ البقرة : 30 ] . يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم [ آل عمران : 154 ] . لئن أكله الذئب ونحن عصبة [ يوسف : 14 ] .
وزعم : أنها تدخل على الجملة الواقعة صفة ، لتأكيد ثبوت الصفة للموصوف ولصوقها به ، كما تدخل على الحالية ، وجعل من ذلك : الزمخشري ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم [ الكهف : 22 ] .
رابعها : واو الثمانية ، ذكرها جماعة كالحريري وابن خالويه والثعلبي ، وزعموا أن العرب إذا عدوا يدخلون الواو بعد السبعة ، إيذانا بأنها عدد تام ، وأن ما بعده مستأنف وجعلوا من ذلك قوله ( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ) إلى قوله : ( سبعة وثامنهم كلبهم ) [ الكهف : 22 ] .
[ ص: 541 ] وقوله التائبون العابدون إلى قوله : والناهون عن المنكر [ التوبة : 112 ] ; لأنه الوصف الثامن .
وقوله ( مسلمات ) إلى قوله : وأبكارا [ التحريم : 5 ] .
والصواب : عدم ثبوتها ، وأنها في الجميع للعطف .
خامسها : الزائدة ، وخرج عليه واحدة من قوله : ( وتله للجبين وناديناه ) [ الصافات : 103 - 104 ] .
سادسها : واو ضمير الذكور في اسم أو فعل ، نحو : المؤمنون . وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه [ القصص : 55 ] . قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا [ إبراهيم : 31 ] .
سابعها : واو علامة المذكرين في لغة طيء ، وخرج عليه وأسروا النجوى الذين ظلموا [ الأنبياء : 3 ] . ثم عموا وصموا كثير منهم [ المائدة : 71 ] .
ثامنها : الواو المبدلة من همزة الاستفهام المضموم ما قبلها ، كقراءة : ( وإليه النشور ءأمنتم ) [ الملك : 15 - 16 ] ( قال فرعون ءأمنتم به ) [ الأعراف : 123 ] . قنبل