النوع السابع عشر : . التكميل
ويسمى بالاحتراس ؛ وهو أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفع ذلك الوهم ، نحو : أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين [ المائدة : 54 ] ، فإنه لو اقتصر على ( أذلة ) لتوهم أنه لضعفهم ، فدفعه بقوله : ( أعزة ) ، ومثله : أشداء على الكفار رحماء بينهم [ الفتح : 29 ] ، لو اقتصر على أشداء لتوهم أنه لغلظهم . تخرج بيضاء من غير سوء [ طه : 22 ] ، لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون [ النمل : 18 ] ، احتراس لئلا يتوهم نسبة الظلم إلى سليمان .
ومثله : فتصيبكم منهم معرة بغير علم [ الفتح : 25 ] ، وكذا : قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون [ المنافقون : 1 ] ، فالجملة الوسطى احتراس لئلا يتوهم أن التكذيب مما في نفس الأمر .
قال في عروس الأفراح : فإن قيل : كل من ذلك أفاد معنى جديدا ، فلا يكون [ ص: 127 ] إطنابا .
قلنا : هو إطناب لما قبله من حيث رفع توهم غيره ، وإن كان له معنى في نفسه .