السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أشكر جهودكم الطيبة في هذا الموقع، جعله الله لكم فرجًا من أهوال يوم القيامة، وطريقًا إلى جنات النعيم.
مشكلتي بدأت منذ سنوات ليست طويلة، وهي معاناتي مع أمي، وتفريقها وتمييزها لأخواتي من دوني، لدي أختان، واحدة تكبرني بعام، والثانية أصغر مني بثلاثة أعوام.
أنا وإن كنت على قدر لا بأس به من الجاذبية، إلا أن الله حبا أخواتي بلون فاتح، وأنا السمراء بينهن، ومشكلتي تبدأ من هنا، عندما كنت صغيرة، كنت أشعر ببعض التفرقة، والتعامل غير العادل، إلا أن الأمر لم يكن يؤرقني مثل الآن.
قد كنت بقلب صافي، ولم أكن أحسب لهذا الشيء، وبعد أن كبرنا وأصبحنا في سن الزواج، صرت أشعر بمرارة تصرفاتها معي، حتى صرت أكرهها، وأكره تعاملها السيئ معي، الذي جعل أخواتي يتعاملن معي بغرور، واستحقار لشكلي ولوني الأسمر، حتى أصبحت أختي الصغيرة تقول: (أنظري إلى وجهك في المرآة، فقدمي أجمل منها).
في الزيارات العائلية، إن كان هناك حديث حول عريس أو زواج، لا تنفك أمي تمدح جمال أخواتي أمامي وأمام الجميع.
تعقد أمي الآمال الكبيرة عليهن، وكأنهن إنجاز لها، ولا تعيرني شيئاً من الثناء أو المديح، حتى أن صاحبة البيت الذي نزوره، تشفق عليّ، وتبادر بالحديث عني ومدحي.
إذا دعت الحاجة للخروج للبقالة، تطلب مني أمي أنا وحدي دون أخواتي، وحين أجادلها، تقول: أنها تخاف عليهن من الناس، وأنا!
وإن كان هناك عمل شاق تبادر أمي بطلبه مني، وكأن رقة أخواتي لا تحتمل ذلك.
لم أعد أطيق هذا الوضع، صرت أرفض طلبات أمي؛ لأنني أشعر بالتمييز العنصري، فما ذنبي إن ولدت سمراء، أنا لم أختر لوني، وإن كان هناك لوم أو عتب فسيكون عليها وليس عليّ.
أفيدوني ماذا أفعل في حالتي هذه؛ لأنها تؤثر علي كثيراً، وتكسر من شخصيتي؟ على الرغم من أنني ذات شخصية قوية في غالب الأحيان، ولي إنجازاتي الشخصية في حياتي, لقد دمرت أمي علاقتي بأخواتي.
أتمنى الموت أحياناً؛ لأريحها من عناء تحمل كوني ابنتها العادية، ولأريح نفسي من نظرات الشفقة، وفي كل مرة يحدث موقف مثل هذه المواقف، أُصاب بالاكتئاب الشديد، وأكره نفسي، وحياتي؛ لأنني أجد نفسي عاجزة عن فعل أي شيء، ومضطرة لأن أتحمل هذا الضغط النفسي كل يوم، لقد
صرت أخاف من شبح العنوسة، رغم أنني في بداية العشرينات من عمري، ولكنه صار هاجسي في الفترة الأخيرة، أخاف من شماتة أخواتي وأهلي، وأنا إنسانة تكره الفشل في حياتها.
وشكراً.