السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، والدي ووالدتي منفصلان منذ أربع عشرة سنة، ومنذ ذلك الحين كان جدّي هو من يتكفّل بمصاريفي، لكن بعد وفاته لم يعد هناك من ينفق عليّ، حتى مصاريف جامعتي تكفّل بها عمّي بجزء، ووالدتي بجزء، وأصدقائي ساعدوني بجزء آخر.
أعاني من مشكلات نفسية كثيرة، وقد عملتُ في وظائف متعدّدة، وارتبطت بعلاقات كثيرة، لكنني أصبحت بلا طاقة، حتى للحديث مع أحد، كما أنني أعاني من قلق اجتماعي منذ طفولتي، وكلما التحقتُ بعملٍ أصابتني نوبة قوية، حتى وأنا أتناول الأدوية، فأضطر إلى ترك المكان والهرب.
أهلي لا يفهمون حقيقة معاناتي، وإذا طلبتُ منهم مساعدة مادية، فلا بد أن أُذلّ أولًا، ثم بعد ذلك يدعون عليّ بأن يدمّر الله حياتي.
أبي لا ينفق علينا، وأمّي تكتفي بالإنفاق على الطعام، ومع ذلك لا تُحسن التدبير؛ تشتري أشياء غالية الثمن، مع أننا في حاجة إلى أشياء أخرى أهم، دائمًا أشعر بإحباط، لأنني لم أستطع أن أُصبح أخصائية نفسية، فالمجال يحتاج إلى مصاريف ودورات تدريبية، ولا أحد يساعدني، حتى أدوية العلاج النفسي التي أحتاجها لا أحصل عليها إلَّا بعد إهانة وذلّ، وحين احتاج أخي إلى حاسوب محمول، وجدت أمي مستعدة لأن تبيع جهاز التكييف لتشتري له حاسوبًا جديدًا، بينما أنا حين طلبتُ هاتفًا قالوا لي: "اشتغلي واشتريه بنفسك".
تدهورت حالتي النفسية كثيرًا، وحين صارحتُ والدتي بأنّها وقفت بجانب أخي، ورفضت الوقوف بجانبي حتى أصبح أخصائية، أجابتني: "أنتِ غير مستقيمة، وكل شيء تقولينه روحي لوالدك"، لكن إن ذهبتُ إلى أبي فإنه إمّا ألَّا يرد عليّ، أو يقول لي: "لا تطلبي مني شيئًا".
أصبحتُ أشعر أنني لم أعد أحتمل، ولم أعد أعرف إلى من ألجأ، حتى العلاج النفسي لا يريدون أن يذهبوا بي، لأتعافى وأتمكّن من متابعة حياتي، ومؤخرًا وجدتُ تدريبًا بسعر رمزي، ومع ذلك لم يوافق أحد على مساعدتي.
لم أعد أعلم ماذا أفعل، خصوصًا وأن الأفكار الانتحارية بدأت تراودني.