السؤال
السلام عليكم.
عمري 27 سنةً، أعيش مع والدي، وأصبت -كما أخبرني الأطباء- بمرض جرثومة المعدة، مما نتج عنه إصابتي بالتوتر العصبي، والضغط النفسي المستمر، والكتمان، وشخصيتي بالأساس حساسة جدًا، تكوّنت في ظروف قاسية من المعاناة اليومية.
والدي -أطال الله في عمره- رجل لا ينفك عن إيذائي بسلوكه؛ فهو دائم الخصام مع إخوته، حتى بلغ به الحال إلى القطيعة، ولا يقبل الرأي الآخر، بل يفرض رأيه فرضًا، ويظلمنا في المعاملة دون مراعاة لمشاعرنا.
في طفولتي كان يضربني لأسباب تافهة، وهو يحتقر المرأة احتقارًا شديدًا؛ فلا يتوقف عن ترديد أن النساء "ناقصات عقل ودين"، وأن "أكثر أهل النار النساء"، ويقول: النساء "يَكفرن العَشِيرَ"، مفسرًا إياه بأن النساء جاحدات، وناكرات للجميل؛ مما يشعرني بالظلم والألم كامرأة تريد أن تكون شاكرةً لله، ودائمًا ما يختار لي ولأخواتي عرسانًا مطلقين؛ تكون لديهم مشاكل معروفةً مع زوجاتهم، وهو متعصب لرأيه أشد التعصب، قاسٍ في تربيته، لا يتورع عن إهانة كرامتي كامرأة، ويحمّلنا تبعات مشاكله مع الآخرين.
أما والدتي -حفظها الله- فتصرفاتها لا تقل ألمًا عن والدي؛ فهي تتهرب من مسؤوليات البيت، وتضربني، وتهينني منذ طفولتي، وتقابل فتح قلبي لها بالقسوة والجفاء، ولا تكف عن التقليل من شأني وقدراتي، وإذا شكوت لها تجيبني بقولها: "أنا أمك أعمل ما أشاء".
وهي تميز بيننا في المعاملة والرعاية، وهذا أكثر شيء أثر في شخصيتي، وتكثر من مقارنتي بالآخرين؛ مما يزيدني شعورًا بالنقص، ولا تبدي أي اكتراث لمشاعري أو أحاسيسي، وتتصرف في شؤون الأسرة بتصرفات طفولية، وتتهمني باتهامات باطلة دون سبب، ولا تكاد تجلس معي حتى تظهر عليها علامات الانفعال، وتتحدث معي بأسلوبٍ قاسٍ، وتقلل من شأني حتى أمام الآخرين، وكأنها تريد أن تظهرني دائمًا بصورة الطفلة الصغيرة التي لا تستحق التقدير.
لقد حاولت لسنوات طويلة أن أتحمل وأصبر، وأن أبرّهما بكل ما أستطيع.
سؤالي: كيف لي أن أوازن بين بر الوالدين الذي هو من أعظم الفرائض، وبين حماية نفسي من الأذى النفسي والجسدي؟ وهل يمكنني أن أضع حدودًا في التعامل معهما دون أن أقع في عقوقهما؟ وهل هناك رخصة لشخص في حالتي أن يبتعد قليلاً للحفاظ على صحته؟
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

