25 - ( 164 ) - حدثنا ، حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عثمان بن عمر ، عن عكرمة بن عمار ، قال : حدثني سماك أبي زميل الحنفي ، قال : [ ص: 150 ] حدثني عبد الله بن عباس ، قال عمر بن الخطاب عمر : فقلت : لأعلمن ذلك اليوم ، قال : فدخلت على ، فقلت : يا بنت عائشة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : ما لي ولك يا أبي بكر ابن الخطاب ؟ عليك بعيبتك ، قال : فدخلت على ، فقلت : يا حفصة ابنة عمر ، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ، ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فبكت أشد البكاء ، فقلت لها : أين رسول الله ؟ قالت : هو في خزانته في المشربة ، فدخلت ، فإذا أنا حفصة برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على أسكفة المشربة ، مدل رجليه على نقير من خشب ، وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر ، فناديته ، [ ص: 151 ] فقلت : يا رباح ، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنظر رباح إلى الغرفة ، ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ، فقلت : يا رباح ، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنظر رباح إلى الغرفة ، ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ، فقلت : يا رباح ، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنظر إلى الغرفة ، ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ، ثم رفعت صوتي ، فقلت : يا رباح ، استأذن لي عندك على رسول الله ، فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن أني جئت من أجل ، والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها ، ورفعت صوتي ، فأومأ إلي أن ائذنه ، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير ، فجلست ، فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره ، فإذا الحصير قد أثر في جنبه ، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ، ومثلها قرظا في ناحية الغرفة ، وإذا أفيق معلق ، قال : فابتدرت عيناي ، قال : ما يبكيك يا حفصة ابن الخطاب ؟ فقلت : يا نبي الله ، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك ، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى ؟ وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار وأنت رسول الله وصفوته ، وهذه خزانتك ؟ قال : يا ابن الخطاب ، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا ؟ قلت : بلى ، قال : ودخلت عليه حين دخلت ، [ ص: 152 ] وأنا أرى في وجهه الغضب ، فقلت : يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء ؟ فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته ، وجبريل وميكائيل ، وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك ، وقلما تكلمت - وأحمد الله - بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول ، قال : ونزلت هذه الآية ، آية التخيير : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ، وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، أطلقتهن ؟ قال : لا ، فقلت : يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصاة ، ويقولون : طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ، فانزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن ، قال : نعم ، إن شئت ، فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك ، وكان من أحسن الناس ثغرا ، ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت أتشبث بالجذع ، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده ، فقلت له : يا رسول الله ، إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين يوما ؟ قال : إن الشهر يكون تسعا وعشرين ، فقمت على باب المسجد ، فناديت بأعلى صوتي : لم يطلق نساءه ، قال : [ ص: 153 ] ونزلت هذه الآية : وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ، فكنت أنا الذي استنبطت ذاك الأمر ، فأنزل الله آية التخيير : لما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه ، قال : دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ، ويقولون : طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ، وذلك قبل أن يؤمر بالحجاب ، قال .