[ ص: 120 ]  [ ص: 121 ] حديث عمرو بن حزم  
1 - (  7174  ) - حدثنا  الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء الجرمي  ، حدثنا  جعفر  ، عن  هشام  ، عن  محمد بن سيرين  قال : لما أراد معاوية  أن يستخلف يزيد  ، بعث إلى عامل المدينة  أن أفد إلي من شاء قال : فوفد إليه  عمرو بن حزم الأنصاري  ، فاستأذن ، فجاء حاجب معاوية  يستأذن ، فقال : هذا عمرو  قد جاء يستأذن ، فقال : ما جاء بهم إلي ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، جاء يطلب معروفك ، فقال معاوية   : إن كنت صادقا فليكتب ما شاء ، فأعطه ما سألك ، ولا أراه . 
قال : فخرج إليه الحاجب ، فقال : ما حاجتك ؟ اكتب ما شئت . 
 [ ص: 122 ] فقال : سبحان الله ! أجيء إلى باب أمير المؤمنين ، فأحجب عنه ؟ أحب أن ألقاه ، فأكلمه . 
فقال معاوية  للحاجب : عده يوم كذا وكذا إذا صلى الغداة فليجئ قال : فلما صلى معاوية  الغداة ، أمر بسرير ، فجعل في إيوان له ، ثم أخرج الناس عنه ، فلم يكن عنده أحد إلا كرسي وضع لعمرو  ، فجاء عمرو  ، فاستأذن ، فأذن له ، فسلم عليه ، ثم جلس على الكرسي ، فقال له معاوية   : حاجتك . قال : فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : لعمري لقد أصبح يزيد بن معاوية  واسط الحسب في قريش  ، غنيا عن المال ، غنيا إلا عن كل خير ، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن الله لم يسترع عبدا رعية إلا وهو سائله عنها يوم القيامة ، كيف صنع فيها . 
وإني أذكرك الله يا معاوية  في أمة محمد   - صلى الله عليه وسلم - بمن تستخلف عليها قال : فأخذ معاوية  ربوة ونفس في غداة قر حتى عرق ، وجعل يمسح العرق عن وجهه ثلاثا ، ثم أفاق ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإنك امرؤ ناصح ، قلت برأيك ، بالغ ما بلغ ، وإنه لم يبق إلا ابني وأبناؤهم ، وابني أحق من أبنائهم ، حاجتك . قال : ما لي حاجة . 
 [ ص: 123 ] قال : ثم قال له أخوه : إنما جئنا من المدينة  نضرب أكبادها من أجل كلمات ؟ قال : ما جئت إلا لكلمات . قال : فأمر لهم بجوائزهم . قال : وخرج لعمرو  مثله .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					