51 - ( 1818 ) - حدثنا ، حدثنا أبو بكر ، عن علي بن مسهر ، عن الأجلح الذيال بن حرملة الأسدي ، عن ، قال : جابر بن عبد الله قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم - يوما ، فقالوا : انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر ، فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعاب ديننا ، فليكلمه ولينظر ما يرد عليه ، قالوا : ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة ، قالوا : أنت يا أبا الوليد ، فأتاه عتبة ، فقال : يا محمد ، أنت خير أم عبد الله ؟ فسكت رسول الله ، ثم قال : أنت خير أم عبد المطلب ؟ فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، [ ص: 350 ] قال : فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت ، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك ، إنا والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومك منك ، فرقت جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعبت ديننا ، ففضحتنا في العرب ، حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرا ، وأن في قريش كاهنا ، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى بأن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى ، أيها الرجل ، إن كان إنما بك الحاجة جمعنا حتى تكون أغنى قريش رجلا ، وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فنزوجك عشرا .
قال له رسول الله : أفرغت ؟ قال : نعم ، قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم ، حتى بلغ : فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود .
فقال عتبة : حسبك حسبك ، ما عندك غير هذا ؟ قال : لا ، فرجع إلى قريش ، فقالوا : ما وراءك ؟ قال : ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه به إلا كلمته ، قالوا : هل أجابك ؟ قال : نعم ، والذي نصبها بنية ، ما فهمت شيئا مما قال غير أنه قال : أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود .
[ ص: 351 ] قالوا : ويلك يكلمك رجل بالعربية لا تدري ما قال ؟ قال : لا ، والله ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة اجتمعت .