الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
309 - ( 3064 ) - أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، حدثنا زهير ، حدثنا الحسن بن موسى ، حدثنا شيبان ، حدثنا قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يجمع المؤمنون يوم القيامة فيهتمون بذلك ، قال : يقولون : لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا ، قال : فينطلقون حتى يأتوا آدم ، فيقولون : يا آدم ، أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته ، وعلمك أسماء كل شيء ، اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا ، قال ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب من أكل الشجرة ، قال : يقول : ولكن [ ص: 397 ] ائتوا نوحا ، أول رسول بعثه الله ، قال : فينطلقون حتى يأتوا نوحا ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب من سؤاله ربه ما ليس له به علم ، قال : يقول : ائتوا إبراهيم خليل الرحمن ، قال : فينطلقون حتى يأتوا إبراهيم ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر كذباته الثلاث ، قوله : بل فعله كبيرهم هذا ، وقوله : إني سقيم ، وقوله حين أتى على الجبار : أخبري أني أخوك ، فإني سأخبر أنك أختي ، فإنا أخوان في كتاب الله ليس في الأرض مؤمنان غيرنا ، قال : يقول : ولكن ائتوا موسى الذي كلمه الله وأعطاه التوراة ، فينطلقون حتى يأتوا موسى ، فيقول : لست هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب من قبل .

قال : يقول : ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمة الله وروحه ، قال : فينطلقون حتى يأتوا عيسى ، فيقول : لست هناكم ، ولكن ائتوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال : فيأتونني ، فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه ، فإذا رأيته وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم قال لي : ارفع رأسك يا محمد ، قل يسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، فأرفع رأسي فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ، ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجه من النار فأدخله الجنة ، ثم أعود إلى ربي الثانية ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقال لي : ارفع محمد ، قل يسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، فأرفع رأسي فأحمد ربي بحمد يعلمنيه ، ثم أشفع فيحد لي حدا [ ص: 398 ] فأخرجه من النار ، فأدخله الجنة ، فأعود الثالثة إلى ربي ، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقال لي : ارفع محمد ، قل يسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه ، فأرفع رأسي فأحمد ربي بحمد يعلمنيه ، ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرجه من النار ، وأدخله الجنة ، حتى أعود إلى ربي ، ويقال الرابعة ، قال : فأقول : يا رب ، ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ، قال : يقول : وجب عليه الخلود
 
.

قال قتادة : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ، قال : هذا المقام المحمود الذي وعده الله تبارك وتعالى نبيه عليه السلام .

التالي السابق


الخدمات العلمية