الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 282 ] 839 - ( 3594 ) - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن أخي الزهري ، عن عمه ، قال : أخبرني أنس بن مالك ، أن ناسا من الأنصار ، قالوا يوم حنين حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء ، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل ، قالوا : يغفر الله لرسول الله ، يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم ؟

قال أنس : فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم ، فأرسل [ ص: 283 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم ، ولم يدع معهم أحدا غيرهم ، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما حديث بلغني عنكم ؟ فقال له فقهاء الأنصار : أما ذوو رأينا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا ، وأما ناس منا حديثة أسنانهم ، فقالوا : يغفر الله لرسول الله ، أيعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإني أعطي حديثي عهد بكفر أتألفهم ، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله ؟ فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به .

قالوا : بلى يا رسول الله ، قد رضينا .

قال لهم : فإنكم ستجدون بعدي أثرة شديدة ، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله ، فإني على الحوض ، قال أنس : قالوا : نعم
 
.

التالي السابق


الخدمات العلمية