[ ص: 311 ]  1595 - (  4350  ) - حدثنا  أبو الربيع الزهراني  ، حدثنا  حماد  ، حدثنا  معبد بن هلال العنزي  ، قال : اجتمع رهط من أهل البصرة  وأنا فيهم ، فأتينا  أنس بن مالك  وشفعنا إليه بثابت البناني  ، فدخلنا عليه ، فأجلس ثابتا  معه على السرير ، فقلت : لا تسألوه عن شيء غير هذا الحديث ، فقال ثابت   : يا أبا حمزة  ، إخوانك من أهل البصرة  جاءوا يسألونك عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الشفاعة ، فقال : حدثنا محمد   - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض ، فيؤتى آدم  ، فيقولون : يا آدم  ، اشفع لذريتك ، فيقول : لست لها ، ولكن ائتوا إبراهيم  ، فإنه خليل الله ، فيؤتى إبراهيم  ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بموسى  فإنه كليم الله ، فيؤتى موسى  صفوة الله ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بعيسى  فإنه روح الله وكلمته ، فيؤتى عيسى  ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بمحمد   - صلى الله عليه وسلم - فأوتى ، فأقول : أنا لها ، فأنطلق فأستأذن على ربي ، فيؤذن لي عليه ، فأقوم بين يديه مقاما ، فيلهمني فيه محامد لا أقدر عليها الآن ، فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخر له ساجدا ، فيقال لي : يا محمد  ، ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعط ، واشفع تشفع ، فأقول : أي رب ، أمتي أمتي ، فيقال لي : انطلق ، فمن كان في  [ ص: 312 ] قلبه مثقال برة ، أو مثقال شعيرة من إيمان فأخرجه ، فأنطلق فأفعل ، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ، فأخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد  ، ارفع رأسك ، وقل يسمع ، وسل تعط ، واشفع تشفع ، فأقول : أي رب ، أمتي أمتي فيقال لي : انطلق ، فمن كان في قلبه مثقال ذرة أو مثقال خردلة من إيمان فأخرجه منها ، فأنطلق فأفعل ، ثم أرجع ، فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد  ، ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعط ، واشفع تشفع ، فأقول : أي رب ، أمتي أمتي ، فيقال لي : انطلق ، فمن كان في قلبه أدنى أدنى من مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار ، من النار ، من النار . 
فلما رجعنا من عند أنس  ، قلت لأصحابي : هل لكم في الحسن  ؟ وهو مستخف في منزل أبي خليفة  في عبد القيس  ، فأتيناه فدخلنا عليه ، فقلنا : جئنا من عند أخيك أنس  ، فلم نسمع مثل ما حدثنا في الشفاعة ، قال : كيف حدثكم ؟ قال : فحدثناه الحديث حتى إذا بلغنا ، قال : هيه ! قلنا : لم يزدنا على هذا . 
1596 - (  4351  ) - قال : قد حدثنا هذا الحديث وهو جميع ، حدثني منذ عشرين سنة ، ولقد ترك شيئا فلا أدري أنسي الشيخ أم كره أن يحدثكموه فتتكلوا .  [ ص: 313 ] حدثني ، ثم قال في الرابعة : ثم أعود فأخر له ساجدا ، ثم أحمد بتلك المحامد ، فيقال لي : يا محمد  ، ارفع رأسك ، وقل يسمع ، وسل تعط ، واشفع تشفع ، فأقول : أي رب ، ائذن فيمن قال : لا إله إلا الله بها صادقا ، قال : فيقال : ليس لك ، وعزتي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال : لا إله إلا الله   . 
قال : فأشهد على الحسن  الحديث لحدثنا بهذا الحديث يوم حدث أنس   . 
				
						
						
