الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
324 - ( 5290 ) - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ، عن ابن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : إن آخر من دخل الجنة لرجل يمشي على الصراط فينكب مرة ويمشي مرة ، تسفعه النار مرة ، فإذا جاوز الصراط التفت إليها ، فقال : تبارك الذي نجاني منك ، لقد أعطاني ما لم يعط أحدا من الأولين والآخرين ، قال : فترفع له شجرة فينظر إليها ، فيقول : يا رب أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها ، وأشرب من مائها ، فيقول : أي عبد ، فلعلي إن أدنيتك تسألني غيرها ، فيقول : لا يا رب ، فيعاهده أن لا يسأله غيرها ، والرب تبارك وتعالى يعلم أنه سيسأله لأنه يرى ما لا صبر له ، فيدنيه منها ، ثم ترفع له شجرة هي أحسن منها ، فيقول : يا رب أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها ، وأشرب من مائها ، فيقول : أي عبد ، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ فيقول : يا رب هذه لا أسألك غيرها ، فيدنيه منها ، فترفع له [ ص: 194 ] شجرة عند باب الجنة هي أحسن منها ، فيقول : يا رب أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها ، وأشرب من مائها فيقول : أي عبد ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ فيقول : يا رب هذه لا أسألك غيرها ، فيعاهده - والرب يعلم أنه سيسأله غيرها لأنه يرى ما لا صبر له - فيدنيه منها ، فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول : يا رب ، الجنة الجنة ، فيقول : أي عبدي ، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ فيقول : يا رب ، أدخلني الجنة فيقول تبارك وتعالى : ما يصريني منك أي عبدي ، أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟ قال : فيقول : أتهزأ بي وأنت رب العزة ؟ فضحك عبد الله حتى بدت نواجذه ، ثم قال : ألا تسألوني لم ضحكت ؟ قالوا : لم ضحكت ؟ قال : لضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -   .

التالي السابق


الخدمات العلمية