الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
242 - ( 5656 ) - حدثنا مجاهد بن موسى الختلي ، حدثنا إسحاق بن يوسف ، حدثنا عبد الملك ، عن سعيد بن جبير ، قال : سئلت عن الملاعنين في زمن مصعب : أيفرق بينهما ؟ فما دريت ما أقول ، فغدوت إلى منزل عبد الله بن عمر ، فاستأذنت عليه ، فقالوا : هو نائم ، فسمع صوتي ، فقال : ابن جبير ؟ ائذنوا له ، قال : فدخلت عليه ، فقال : ما جاء بك هذه الساعة إلا حاجة .

قال : فإذا هو مفترش برذعة راحلته ، متوسد بوسادة حشوها ليف - أو سلت - فقلت له : يا أبا عبد الرحمن ، المتلاعنان يفرق بينهما ؟ فقال : سبحان الله ! نعم ؛ إن أول من سأل عن هذا فلان بن فلان ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أرأيت لو أن أحدنا رأى امرأته على فاحشة كيف يصنع ؟ إن تكلم تكلم [ ص: 27 ] بأمر عظيم ، وإن سكت سكت على مثل ذلك ؟ فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما كان بعد ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن الذي سألتك عنه ابتليت به ، فأنزل الله الآيات التي في سورة النور : والذين يرمون أزواجهم إلى آخر الآية . قال : فدعا بالرجل فتلاهن عليه ووعظه ، وذكره ، وأخبره أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة .

قال : والذي بعثك بالحق ما كذبت عليها . قال : ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة فتلاهن عليها ووعظها ، وذكرها ، وأخبرها أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، قالت : والذي بعثك بالحق ما صدق ، ولقد كذب . قال : فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالرجل فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ، ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ، ثم فرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما
 
.

التالي السابق


الخدمات العلمية