[ ص: 79 ] 78 - حدثنا ، حدثنا أبو هشام الرفاعي ، حدثنا المحاربي ، عن يحيى بن عبيد الله ، عن أبيه ، قال : حدثني أبي هريرة ، قال : أبو بكر ، فقال : من هذا ؟ قلت : عمر بن الخطاب أبو بكر ، فقال : ما أخرجك هذه الساعة ؟ فقصصت عليه القصة ، فقال : والله ما أخرجني إلا الذي أخرجك ، فجلس إلى جنبي ، فبينما نحن كذلك ، إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكرنا ، فقال : من هذا ؟ فبادرني عمر ، فقال : هذا أبو بكر ، ، فقال : ما أخرجكما هذه الساعة ؟ فقال وعمر عمر : خرجت فدخلت المسجد ، فرأيت سواد ، فقلت : من هذا ؟ فقال : أبي بكر أبو بكر ، فقلت : ما أخرجك هذه الساعة ؟ فذكر الذي كان ، فقلت : وأنا والله ما [ ص: 80 ] أخرجني إلا الذي أخرجك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وأنا والله ما أخرجني إلا الذي أخرجكما ، فانطلقوا بنا إلى الواقفي أبي الهيثم بن التيهان ، فلعلنا نجد عنده شيئا يطعمنا .
فخرجنا نمشي فانتهينا إلى الحائط في القمر ، فقرعنا الباب ، فقالت المرأة : من هذا ؟ فقال عمر : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، ففتحت لنا ، فدخلنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين زوجك ؟ قالت : ذهب يستعذب لنا من الماء من وعمر حش بني حارثة ، الآن يأتيكم ، قال : فجاء يحمل قربة حتى أتى بها نخلة فعلقها على كرنافة من كرانيفها ، ثم أقبل علينا ، فقال : مرحبا وأهلا ، ما زار الناس أحد قط مثل من زارني ، ثم قطع لنا عذقا فأتانا به ، فجعلنا ننتقي منه في القمر فنأكل ، ثم أخذ الشفرة فجال في الغنم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياك والحلوب - أو : إياك وذوات الدر - فأخذ شاة فذبحها وسلخها ، وقال لامرأته فطبخت وخبزت ، وجعل يقطع في القدر من اللحم ، فأوقد تحتها حتى بلغ اللحم والخبز فثرد ، [ ص: 81 ] ثم غرف عليه من المرق واللحم ، ثم أتانا به فوضعه بين أيدينا ، فأكلنا حتى شبعنا ، ثم قام إلى القربة ، وقد سفعتها الريح فبرد ، فصب في الإناء ، ثم ناول رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب ، ثم ناول فشرب ، ثم ناول أبا بكر عمر فشرب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحمد لله خرجنا لم يخرجنا إلا الجوع ، ثم رجعنا وقد أصبنا هذا ، لتسألن عن هذا يوم القيامة ، هذا من النعيم ، ثم قال للواقفي : ما لك خادم يسقيك من الماء ؟ قال : لا يا رسول الله ، قال : إذا أتانا سبي فأتنا حتى نأمر لك بخادم ، فلم يلبث إلا يسيرا حتى أتاه سبي ، فأتاه الواقفي ، فقال : ما جاء بك ؟ قال : يا رسول الله ، موعدك الذي وعدتني ، قال : هذا سبي ، فقم فاختر منهم ، قال : كن أنت الذي يختار لي ، قال : خذ هذا الغلام وأحسن إليه ، قال : فأخذه فانطلق به إلى امرأته ، فقالت : ما هذا ؟ فقص عليها القصة ، فقالت : فأي شيء قلت له ؟ قال : قلت له : كن أنت الذي يختار لي ، قالت : أحسنت ، قد قال لك : أحسن إليه ، فأحسن إليه ، قال : ما الإحسان إليه ؟ قالت : أن تعتقه ، قال : فهو حر لوجه الله فاتني العشاء ذات ليلة فأتيت أهلي ، فقلت : هل عندكم عشاء ؟ قالوا : لا والله ما عندنا عشاء ، فاضطجعت على فراشي فلم يأتني النوم من الجوع ، فقلت : لو خرجت إلى المسجد فصليت وتعللت حتى أصبح ، فخرجت إلى المسجد فصليت ما شاء الله ، ثم تساندت إلى ناحية المسجد كذلك ، إذ طلع علي .