الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
94 - ( 782 ) - حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا الحسن بن موسى ، حدثنا زهير ، حدثنا سماك بن حرب ، حدثني مصعب بن سعد ، عن أبيه ، أنه نزلت فيه آيات من القرآن قال : حلفت أم سعد لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه ، ولا تأكل ولا تشرب ، [ ص: 117 ] قالت : زعمت أن الله أوصاك بوالديك ، وأنا أمك ، وأنا آمرك بهذا ، قال : مكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد ، فقام ابن لها يقال له : عمارة فسقاها ، فجعلت تدعو على سعد ، فأنزل الله هذه الآية : ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون .

قال : وأصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنيمة عظيمة ، فإذا فيها سيف ، فأخذته فأتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : نفلني هذا السيف ، فأنا من قد علمت ، قال : فقال : " رده من حيث أخذته " ، فرجعت به ، ثم رجعت بعد ذلك فراجعته ، فقال : " رده من حيث أخذته " ، فانطلقت حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض لامتني نفسي ، فرجعت إليه ، فقلت : أعطنيه ، قال : فشد لي صوته ، فقال : " رده من حيث أخذته " فأنزل الله : يسألونك عن الأنفال .

وأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاني ، فقلت : دعني أقسم مالي حيث شئت . فأبى ، فقلت : فالنصف ، فأبى ، فقلت : فالثلث ، فسكت . فكان يعد الثلث جائزا .

قال : وأتيت على نفر من الأنصار ، والمهاجرين ، فقالوا : تعال [ ص: 118 ] نطعمك ونسقيك خمرا ، وذلك قبل أن تحرم الخمر ، فأتيتهم في حش - والحش : البستان - فإذا رأس جزور مشوي عندهم ، وزق من خمر ، قال : فأكلت وشربت معهم ، قال : فذكرت الأنصار ، والمهاجرين ، فقلت : المهاجرون خير من الأنصار ، قال : فأخذ رجل لحي الرأس فضربني به فجرح بأنفي ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته ، فأنزل الله في - يعني نفسه - شأن الخمر : إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان
 
.

التالي السابق


الخدمات العلمية