الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
92 - حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة العمري ، حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن أنس بن مالك : أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان ، فكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق [ ص: 93 ] فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين ، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ، فأمر عثمان زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ينسخونها في المصاحف ، وقال للرهط القرشيين الثلاثة : إذا أنتم اختلفتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن ، فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم ، ففعلوا ، حتى إذا نسخت الصحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه مما فيه القرآن في كل صحيفة ومصحف أن يمحا أو يحرق . قال إبراهيم : قال الزهري : فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنه سمع زيد بن ثابت يقول : فقدت آية من سورة الأحزاب حين نسخت المصاحف ، وقد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ، فالتمستها فوجدتها عند خزيمة بن ثابت الأنصاري من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فألحقتها في سورتها في المصحف   .

التالي السابق


الخدمات العلمية