الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب ما يستدل به على أن الجنة، والنار قد خلقتا، وأعدتا لأهلهما فنسأل الله الجنة، ونعوذ به من النار

قال الله عز وجل: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها الآية، فوصف عرضها، والعرض لا يكون إلا لمخلوق  فأما المعدوم، فلا عرض له، وأخبر بأنها أعدت للمتقين، والمعدة لا تكون إلا مخلوقة، وقال في صفة النار وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين " فأخبر أنها أعدت للكافرين، والمعدة لا تكون إلا موجودة.

162 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني مالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل قال: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ذخرا بله ما أطلعكم الله عليه".  

رواه مسلم في الصحيح، عن هارون بن سعيد، عن ابن وهب.

163 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن إسحاق، إملاء، أنبأ بشر بن موسى، حدثنا الحميدي، ثنا سفيان، ثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، [ ص: 133 ] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"، قال أبو هريرة: فاقرءوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون".

رواه البخاري في الصحيح، عن الحميدي ورواه مسلم، عن زهير، وغيره، عن سفيان.

164 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي، ثنا محمد بن حماد الأنبوردي، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" ثم قرأ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون " لفظ ابن نمير، وفي رواية أبي معاوية قال: وكان أبو هريرة يقرؤها "من قرات أعين".

رواه البخاري في الصحيح، فقال: وقال أبو معاوية ورواه مسلم، عن أبي بكر، وأبي كريب، وأبي معاوية، عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه.

التالي السابق


الخدمات العلمية