42 - أخبرنا أنبأ أبو علي الروذباري، ثنا أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود، ثنا أحمد بن يونس، عن أبو شهاب، عن سليمان التيمي، في أبي مجلز، ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قال: "هي جزاؤه فإن شاء الله أن يتجاوز عن جزائه فعل". قوله عز وجل: [ ص: 76 ]
43 - أخبرنا الفقيه أبو منصور عبد القاهر بن طاهر، أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن مجيد، أنبأ ثنا أبو مسلم، الأنصاري، عن قال: كنا عند هشام بن حسان، فقال له رجل: محمد بن سيرين ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها . حتى ختم الآية. قال: فغضب محمد وقال: أين أنت من هذه الآية إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قم عني، اخرج عني. قال: فأخرج" قال أبو سليمان الخطابي: القرآن كله في مذاهب أكثر أهل العلم بمنزلة الكلمة الواحدة، وما تقدم نزوله وما تأخر في وجوب العمل به سواء ما لم يقع بين الأول والآخر منافاة، ولو جمع بين قوله عز وجل: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقوله: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وألحق به قوله: لم يكن متناقضا فشرط المشبه قائم في الذنوب كلها ما عدا الشرك، وأيضا فإن قوله: فجزاؤه جهنم محتمل أن يكون معنى فجزاؤه جهنم : إن جازاه الله تعالى ولم يعف عنه. والآية الأولى خبر لا يقع فيه الخلف، والآية الأخرى وعيد يجزى يرجى فيه العفو. والله أعلم.