السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أبدأ رسالتي هذه بالشكر الجزيل لكم لما تبذلونه من جهد ملموس في تفريج هموم الناس، وردكم الشافي بإذنه تعالى، وكلمتكم الطيبة في الرد على أي مشكلة التي ترفع من معنويات السائل وتريح صدره، فلكم الأجر الكبير إن شاء الله.
كذلك أبدأ رسالتي هذه ببث همي الذي ضيق علي حياتي والحمد لله على كل شيء.
ما أعاني منه باختصار شديد هو الوسواس القهري الذي أتلف أعصابي، فلقد أصابني في صلاتي وأمور ديني، صلاتي التي كنت من الذين إذا سمعوا الأذان ركضوا وتوضئوا وصلوا في الحال بدون أي تأجيل أو تكاسل خاصة صلاة الفجر منذ أن كان عمري 6 سنوات إلى 16 حتى أصابني المرض، فكان الناس دائماً إذا أرادوا أن يتنبهوا إلى وقت الصلاة يسألونني أن أذكرهم.
بعد سن 16 سنة أصبحت أريد أن أحسن من صلاتي أكثر، وأن أكون خاشعة أكثر، ومن هنا بدأ الوسواس:
1- وسواس الشك في القراءة والإعادة أكثر من مرة.
2- وسواس الشك في الوضوء .
3- وسواس الشك في طهارة الملابس وكل شيء.
أعلم ن هناك شيطان اسمه خنزب والولهان لما تأصل المرض، لكن فات الأوان وأصابني الوهن وتأصل إلى أن أصبح نفسياً، فأصبحت تصيبني اضطرابات معوية وغازات وشد عصبي وتوتر شديد عند الذهاب إلى الصلاة.
وعندما كان الشك دائماً يأتيني أثناء السجود إلى أن ارتبطت الفكرة بأنه عند السجود سوف ينتقض الوضوء أصبح من مجرد شك إلى شيء حقيقي فعندما أسجد تخرج الغازات، ولا تخرج إلا بهذه الطريقة حيث أصبحت عسرة في بطني ولا تخرج بالشكل الطبيعي إلا في وضع السجود، فأحاول إخراجها بهذه الطريقة قبل كل صلاة.
فسؤالي هنا: هل يلزمني أن أقوم بهذا الفعل قبل كل صلاة أم أتوضأ وضوئي العادي إلى أن يفرج الله عني، حيث أنني أحياناً لا أجد المكان المناسب لهذا خاصة إذا كنت بالخارج، وأنه لو أحد رآني أفعل هذا ليظن بأنني مجنونة، على الرغم من أنني أدخل الحمام قبل كل صلاة ولا يخرج مني شيء سوى وقت السجود، وأصبحت أطيل المكوث في الحمام مما يزيد من توتري، فإذا ذهبت إلى الصلاة من غير هذه الأفعال وخرج مني ريح فإنني أحاسب نفسي الحساب العسير على الرغم من أني أعلم بأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.
والنقطة الثانية التزم والدي بالوقوف بجانبي بأن أصبح يصلي معي دائماً، حيث أنه سأل كثيراً في هذا الموضوع فقالوا له: تتوضأ الوضوء الأول وتصلي الصلاة الأولى مهما حدث إلى أن تكسب ثقتها بنفسها وتختفي جميع هذه الأعراض بإذن الله تعالى، حيث أصبحت أخاف أن أصلي وحدي حيث تجتمع علي الوساوس ولا أستطيع الخشوع في الصلاة، حيث أشك في الوضوء، وفي القراءة، وفي عدد الركعات والسجود والركوع، فما هذه الصلاة التي أصليها، فإن صليت وأكملتها وما بها من شكوك أصابني ضيق شديد في صدري بأن صلاتي باطلة، وأنني متهاونة بها مما يؤلمني جداً مع محاولتي عدم الإعادة.
هناك أمور كثيرة جداً لم أذكرها لكن هذه الأشياء التي أود الاستفسار عنها، فأود أن توضحوا لي الطريق الصحيح الذي لا يؤاخذني عليه الله حيث أنني استفدت من سائلة كانت تسأل بشعورها بنزول قطرات من البول حيث أنني أعاني من هذه المشكلة أيضاً، وأنني أعمل بما أفتاه الشيخ الكريم بالموقع، جزاه الله خير الجزاء، رقم الاستشارة 2791، واستفدت منها، لكن لا تقولوا لي الطبيب النفسي لأنني لا أستطيع الذهاب إليه.
لقد أثر هذا المرض على صحتي فأنا لا أحيا الحياة الطبيعية كباقي البنات، دائماً مشغولة في أمر صلاتي، ولا أظن بأنني أستطيع الزواج وأنا بهذه الحالة حيث أصبح عمري 23 وأنا لا زلت أعاني.
كيف أحتسب أمري على الله؟ كيف يكون التوكل عليه؟ كيف أسلم أمري لله عز وجل؟