فصل
وأما فلم يعلق بمجرد السفر في شيء من النصوص، بل النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يجمع في حجته إلا الجمع بين الصلاتين بعرفة والمزدلفة، وكان بمنى يقصر ولا يجمع، وكذلك في سائر سفر حجته، ولا يجمع لمجرد النسك، فإن الناسك هو في النسك، وإنما جمع بعرفة لما كان مشتغلا بالوقوف، وجمع بجمع لما كان جادا في السير من عرفة إلى مزدلفة. وهكذا ثبت عنه في الصحاح من حديث أنه ابن عمر وكذلك إذا جد به السير جمع بين المغرب والعشاء، وكذلك يجمع في سفره إذا جد به السير، كما فعل كان إذا [ ص: 331 ] جد به السير أخر الظهر إلى وقت العصر، ثم نزل يجمع بينهما، بمزدلفة. وكذلك ثبت في الصحيح من حديث عنه أنه أنس وثبت في الصحيح عن كان إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر، ثم نزل فصلاهما جميعا. رضي الله عنه ابن عباس بالمدينة سبعا جميعا وثمانيا جميعا، أراد بذلك أن لا يحرج أمته. وثبت في الصحيح من حديث أنه صلى معاذ تبوك جمع التأخير. وروى أنه جمع في غزوة وغيره بإسناد حسن جمع التقديم من غير طريق، فنبه الذي أنكر عليه، وكان هذا موافقا لجمعه أبو داود بعرفة، وجمع التأخير أشهر، وقد روي عنه أنه بالمدينة بالمطر، كما استدل بذلك من حديث كان يجمع . ابن عباس
وكان سلف أهل المدينة يجمعون في المطر بين المغرب والعشاء، ويجمع معهم وغيره من الصحابة مقرين لهم على ذلك، مع أن الأمراء كانوا إذا خالفوا السنة أنكروا ذلك عليهم، [كما أنكروا عليهم] لما أذنوا للعيد، وأنكروا عليهم لما قدموا الخطبة في العيد ولما أخرجوا المنبر لصلاة العيد، بل وأنكر ابن عمر قنوتهم في الفجر وغير [ ص: 332 ] ذلك، ولم ينكروا جمعهم للمطر، فدل ذلك على أنه كان من السنن الموروثة عندهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ابن عمر