وأما وقد نص أصوات العباد ومداد المصاحف فلم يتوقف أحد من السلف في أن ذلك مخلوق، على أن أصوات القارئ صوت العبد، وكذلك غير أحمد من الأئمة، وقال أحمد « من قال: لفظي بالقرآن مخلوق ـ يريد به القرآن ـ فهو جهمي». أحمد:
والإنسان وجميع حركاته وأفعاله وأصواته مخلوقة، وجميع صفاته مخلوقة، فمن قال عن شيء من صفاته: إنها [غير] مخلوقة أو قديمة فهو مخطئ ضال.
ومن فهو مخطئ [ ص: 23 ] ضال. وأما أصوات العباد بالقرآن والمداد الذي في المصحف، فلم يكن أحد من السلف يتوقف في ذلك، بل كلهم متفقون على أن أصوات العباد مخلوقة، وكلام الله الذي كتب بالمداد غير مخلوق، قال الله تعالى: قال عن شيء من كلام الله أو صفاته: إنه مخلوق قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا [الكهف: 109].
وهذه المسائل قد بسط الكلام عليها، وذكر أقوال العلماء واضطرابهم فيها في مواضع أخر.