فصل
* والذي يصلي وقتا ويترك الصلاة كثيرا أو لا يصلي؟
فالجواب: إن مثل هذا ما زال المسلمون يصلون عليه، بل المنافقون الذين يكتمون النفاق يصلي المسلمون عليهم ويغسلون وتجرى عليهم أحكام المسلمين، كما كان المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن كان من قد علم نفاق شخص لم يجز له أن يصلي عليه; كما نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن وأما من شك في حاله فيجوز الصلاة عليه إذا كان ظاهره الإسلام، كما صلى [ ص: 24 ] النبي صلى الله عليه وسلم على من لم ينه عنه، وكان فيهم من لم يعلم نفاقه، كما قال تعالى: الصلاة على من علم نفاقه، وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم [التوبة: 101]. ومثل هؤلاء يجوز النهي عنهم، ولكن صلاة النبي والمؤمنين على المنافقين لا تنفعه; كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما ألبس ابن أبي قميصه: « وقال تعالى: وما يغني عنه قميصي من الله». سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم [المنافقون: 6].
وتارك الصلاة أحيانا وأمثاله من المتظاهرين بالفسق، فأهل العلم والدين إذا كان في هجر هذا وترك الصلاة عليه منفعة للمسلمين، بحيث يكون ذلك باعثا لهم على المحافظة على الصلاة; تركوا الصلاة عليه، كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم وهذا شر منهم. [ ص: 25 ] الصلاة على قاتل نفسه، والغال، والمدين الذي لا وفاء له،