مطلب : في بيان دليل من أوجب عيادة المريض . 
وأما دليل من أوجب عيادة المريض  فقوله  عليه الصلاة والسلام {   : خمس تجب للمسلم على أخيه : رد السلام وتشميت العاطس وإجابة الدعوة وعيادة المريض واتباع الجنازة    } . متفق عليه وفي لفظ { حق المسلم على المسلم خمس    } روى ذلك  البخاري   ومسلم  وأبو داود   وابن ماجه  من حديث  أبي هريرة  رضي الله عنه . وفي رواية  لمسلم    { على المسلم ست قيل : وما هن يا رسول الله  [ ص: 7 ] قال : إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك فانصح له ، وإذا عطس فحمد الله فشمته ، وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه    } . 
فهذا يدل على الوجوب دلالة بينة والله أعلم . وفي صحيح  مسلم  عن  أبي هريرة  رضي الله عنه أيضا قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : { إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا بن آدم  مرضت فلم تعدني قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا بن آدم  استطعمتك فلم تطعمني قال : يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ابن آدم  استسقيتك فلم تسقني قال : يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي    } . 
وأخرج الإمام  أحمد   ، والبزار   وابن حبان  في صحيحه عن  أبي سعيد الخدري  رضي الله عنه قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم {   : عودوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة    } . 
وأخرج عنه  ابن حبان  في صحيحه أنه سمع رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول : { خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة : من عاد مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة    } . 
وأخرج الإمام  أحمد   والطبراني  واللفظ له وأبو يعلى   وابن خزيمة   وابن حبان  في صحيحيهما عن  معاذ بن جبل  رضي الله عنه قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : { خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل : من عاد مريضا ، أو خرج مع جنازة ، أو خرج غازيا ، أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره ، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس    } . 
وأخرج الترمذي  وحسنه  وابن ماجه  واللفظ له : عن  أبي هريرة  رضي الله عنه قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : { من عاد مريضا ناداه مناد من السماء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا    } ورواه  ابن حبان  في صحيحه بلفظ : { إذا عاد الرجل أخاه ، أو زاره قال الله تعالى : طبت وطاب ممشاك وتبوأت منزلا في الجنة    } . 
ومن قال بعدم الوجوب يجيب بأن الأمر بذلك محمول على مزيد الترغيب في عيادة المريض والاعتناء بها  والاهتمام بشأنها والله الموفق . 
( تنبيهان ) : 
( الأول ) قول  [ ص: 8 ] الناظم  رحمه الله تعالى : تصلي على من عاد يمشي قد يفهم منه اعتبار المشي في حصول الثواب ولم أره في شيء من الأحاديث ، ولعل محترزه غير مراد والله أعلم . 
				
						
						
