مطلب : : فمن لم يقنعه الكفاف فما إلى رضاه سبيل فاقتنع وتقصد ( فمن ) أي فالإنسان الذي ( لم يقنعه ) ويكفه ( الكفاف ) وهو الذي لم يزد عن قدر الحاجة وكف عن المسألة . من لم يقنعه الكفاف لا سبيل إلى رضاه
وفي حديث رضي الله عنه : وددت أني سلمت من الخلافة كفافا لا علي ولا لي . قال في النهاية : الكفاف هو الذي لا يفضل من الشيء ويكون بقدر الحاجة إليه ، انتهى . عمر
وفي شعر مجنون ليلى قيس بن الملوح :
وددت على حب الحياة لو أنه
يزاد لها في عمرها من حياتيا على أنني راض بأن أحمل الهوى
وأخلص منه لا علي ولا ليا
فليتكم لم تعرفوني وليتني خلصت كفافا لا علي ولا ليا
وفي الحديث { آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب } متفق عليه . لو كان لابن
ورواه الإمام والشيخان أيضا عن حديث أحمد أنس رضي الله عنهم بلفظ { وابن عباس آدم واد من مال لابتغى إليه ثانيا ، ولو كان له واديان لابتغى لهما ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب } وظاهر صنيع لو كان لابن السيوطي أنه متواتر والله الموفق .
وفي رواية عند الإمام أحمد عن وابن حبان رضي الله عنه { جابر آدم واد من نخل لتمنى مثله ثم تمنى مثله حتى يتمنى أودية ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب } ورواه لو كان لابن أيضا من حديث البخاري رضي الله عنه ( فاقتنع ) افتعل مثل اكتسب واحتصد واغترب ، أي اطلب القناعة واعتمد عليها . أبي هريرة
( وتقصد ) معطوف على اقتنع ، والقصد مثل التزهد مشتق من القصد وهو استقامة الطريق والاعتماد وضد الإفراط وهو المراد هنا كالاقتصاد ، ورجل ليس بالجسيم ولا بالضئيل كالمقصد . وفي صفته صلى الله عليه وسلم كان أبيض مقصدا ، وهو الذي ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم كأن خلقه نحى به القصد من الأمور . والمعتدل الذي لا يميل إلى حد طرفي التفريط والإفراط .