مطلب : في بيان nindex.php?page=treesubj&link=27060الممدوح من العزلة والمخالطة .

( الثاني ) : الممدوح من العزلة اعتزال ما يؤذي ، ومن الخلطة ما ينفع ، فلا ينبغي أن تقطع العزلة عن العلم والجماعات ومجالس الذكر والاحتراف للعائلة . وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=16110شعيب بن حرب : الناس ثلاثة : رجل تعلمه فيقبل منك ، ورجل تتعلم منه ، واهرب من الثالث .

وكان nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري يقول : أقلل من معرفة الناس .

وقال ابن أدهم : لا تتعرف إلى من لا تعرف ، وأنكر من تعرف .

وأنشد بعضهم في ذلك :

إني نظرت إلى الزمان وأهله نظرا كفاني     فعرفته وعرفتهم
وعرفت عزي من هواني     فحملت نفسي بالقناعة
عنهم وعن الزمان     وتركتها بعفافها
والزهد في أعلى مكاني     فلذاك أجتنب الصديق
فلا أراه ولا يراني     فتعجبوا لمغالب
وهب الأقاصي للأداني     وانسل من بين الزحام
فما له في الخلق ثاني

مَطْلَبٌ : فِي بَيَانِ nindex.php?page=treesubj&link=27060الْمَمْدُوحِ مِنْ الْعُزْلَةِ وَالْمُخَالَطَةِ .

( الثَّانِي ) : الْمَمْدُوحُ مِنْ الْعُزْلَةِ اعْتِزَالُ مَا يُؤْذِي ، وَمِنْ الْخُلْطَةِ مَا يَنْفَعُ ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ تَقْطَعَ الْعُزْلَةُ عَنْ الْعِلْمِ وَالْجَمَاعَاتِ وَمَجَالِسِ الذِّكْرِ وَالِاحْتِرَافِ لِلْعَائِلَةِ . وَقَدْ قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=16110شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ : النَّاسُ ثَلَاثَةٌ : رَجُلٌ تُعَلِّمُهُ فَيَقْبَلُ مِنْك ، وَرَجُلٌ تَتَعَلَّمُ مِنْهُ ، وَاهْرَبْ مِنْ الثَّالِثِ .

وَكَانَ nindex.php?page=showalam&ids=16004الثَّوْرِيُّ يَقُولُ : أَقْلِلْ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ .

وَقَالَ ابْنُ أَدْهَمَ : لَا تَتَعَرَّفْ إلَى مَنْ لَا تَعْرِفْ ، وَأَنْكِرْ مَنْ تَعْرِفُ .

وَأَنْشَدَ بَعْضُهُمْ فِي ذَلِكَ :

إنِّي نَظَرْت إلَى الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ نَظَرًا كَفَانِي     فَعَرَفْته وَعَرَفْتهمْ
وَعَرَفْت عِزِّي مِنْ هَوَانِي     فَحَمَلْت نَفْسِي بِالْقَنَاعَةِ
عَنْهُمْ وَعَنْ الزَّمَانِ     وَتَرَكْتهَا بِعَفَافِهَا
وَالزُّهْدُ فِي أَعْلَى مَكَانِي     فَلِذَاكَ أَجْتَنِبُ الصَّدِيقَ
فَلَا أَرَاهُ وَلَا يَرَانِي     فَتَعَجَّبُوا لَمُغَالِبٍ
وَهَبَ الْأَقَاصِي لِلْأَدَانِي     وَانْسَلَّ مِنْ بَيْنِ الزِّحَامِ
فَمَا لَهُ فِي الْخَلْقِ ثَانِي