مطلب : حكم عند دخول الخلاء به : ومن لم يضعه في الدخول إلى الخلا فعن كتب قرآن وذكر به اصدد ( ومن ) لبس الخاتم ( ولم يضعه ) أي لم يلق الخاتم من يده ( في ) حال ( الدخول ) الصادر منه ( إلى ) بيت ( الخلاء ) لأجل قضاء حاجته ( فعن ) الفاء واقعة في جواب الشرط و ( كتب ) مجرور بعن ، و ( قرآن ) مضاف إليه ( و ) عن كتب ( ذكر ) الله سبحانه وتعالى ( به ) أي الخاتم ( اصدد ) أي امنع ، والجار والمجرور وما عطف عليه متعلق ب ( اصدد ) والمراد منع كراهة يعني للتنزيه . الخاتم المكتوب عليه قرآن أو ذكر الله
قال في الإقناع والغاية : ويكره أن يكتب عليه يعني الخاتم ذكر الله - تعالى - من قرآن أو غيره .
زاد في الغاية : وكذا على دراهم ولم يقيدا بدخول الخلاء .
وعبارة الفروع : ويكره أن يكتب على الخاتم ذكر الله قرآن أو غيره .
نقل إسحاق أظنه ابن منصور : لا يكتب فيه ذكر الله .
قال لما يدخل الخلاء فيه هذا لفظه . إسحاق ابن راهويه
[ ص: 297 ] قال ابن قندس في حواشي الفروع : يحتمل أن تكون ما مصدرية ويكون المعنى لدخول الخلاء فيه انتهى .
قال في الفروع : ولعل رضي الله عنه كرهه لذلك قال : وعنه لا يكره دخول الخلاء بذلك فلا كراهة هنا ، ولم أجد للكراهة دليلا سوى هذا ، وهي تفتقر إلى دليل ، والأصل عدمه . أحمد
ونقل هذا في الإنصاف وصوب عدم الكراهة .
قال : وقد ورد عن كثير من السلف كتابة ذكر الله على خواتيمهم ذكره ابن رجب في كتابه ، وهو ظاهر قوله عليه الصلاة والسلام حين قال للناس : إني اتخذت خاتما ونقشت فيه ( محمد رسول الله ) فلا ينقش أحد على نقشي ; لأنه إنما نهاهم عن نقشهم محمد رسول الله لا عن غيره .
ومفهوم كلام الناظم : أن من كان يضعه عند دخوله الخلاء لا يكره له أن يكتب عليه ذكر الله - تعالى ، فإذا كان فيه ذكر الله - تعالى - فلا يدخل به الخلاء بل يضعه { } . رواه ; لأنه عليه الصلاة والسلام كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه ابن ماجه وأبو داود وقال : حديث منكر فإذا دعت الحاجة إلى الدخول به كخوف عليه فليجعل فصه في باطن كفه ، أعني إذا كان فيه ذكر الله - تعالى ، ودخل به الخلاء .
قال الإمام رضي الله عنه : الخاتم إذا كان فيه اسم الله يجعله في باطن كفه ، ويدخل الخلاء . أحمد
وقال عكرمة : قل به هكذا في باطن كفك فاقبض عليه ، والله أعلم .
قال في الفروع : وظاهر ما ورد لا يكره غيره .
وقال صاحب الرعاية : أو ذكر رسوله ، قال : ويتوجه احتمال لا يكره ذلك وفاقا لمالك وأكثر العلماء لما في الصحيحين عن والشافعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب إلى أنس كسرى وقيصر ، فقيل له : إنهم لا يقبلون كتابا إلا بخاتم ، فصاغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما حلقه فضة ونقش فيه والنجاشي محمد رسول الله وقال للناس إني اتخذت خاتما من فضة ونقشت فيه محمد رسول الله فلا ينقش أحدكم على نقشه .
: " وللبخاري محمد : سطر ، ورسول : سطر ، والله : سطر " .
[ ص: 298 ] قلت : ذكر الحافظ ابن حجر في شرح البخاري والبدر العيني عن الإسماعيلي أن محمد : سطر أول ، والسطر الثاني : رسول ، والثالث : الله . انتهى كلامهما .
قلت : وبه تعلم فساد قول من قال : إن لفظ الجلالة في السطر الأول ، ورسول في السطر الثاني ، ومحمد في السطر الثالث ، وأن ذلك من خصوصياته عليه الصلاة والسلام .
ويعضد ذلك عدم عد ذلك في الخصائص ، والله أعلم .