مطلب : في كراهة استطباب أهل الذمة   وحكاية المقداد بن الأسود  مع اليهودي : ومكروه استطبابهم لا ضرورة وما ركبوه من دواء موصد ، ( ومكروه استطبابهم ) أي طلب كون أحد من أهل الذمة  طبيبا واتخاذ أحدهم طبيبا ; لعدم الثقة بأقوالهم وأفعالهم وافتقاد النصيحة من نسائهم ورجالهم . 
قال السلطان العادل محمد بن أيوب  في درر الآداب يقال : إن  المقداد بن الأسود الكندي  جمعته الطريق مع رجل يهودي ، وهو راكب ، واليهودي راجل ، فلما وصلا إلى باب المدينة  مسك  المقداد  اليهودي ، وقال له : سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم يقول : { ما صحب مسلم يهوديا ولا عامله إلا غشه    } وأنت قد سايرتني إلى باب هذه المدينة  فبم غششتني ؟ فقال له اليهودي : الغش يكون في المعاملة ، أو في الأكل أو الشرب ، فشدد عليه  المقداد  ، وأنه لا يخليه  [ ص: 20 ] دون أن يقول له فلما ضايقه وألح عليه قال له : تؤمنني على نفسي وأصدقك ؟ قال : نعم قال اليهودي : صدق والله نبيك إنه لما أعياني الأمر في غشك ، ولم أقدر على مكروه أوصله إليك كنت أمشي على ظلك الممتد على وجه الأرض وأثقل عليه فمن كانت هذه مثابتهم فينا وسيرتهم في أذيتنا ، فهل يسوغ لعاقل أن يسلم إليهم بدنه " . 
				
						
						
