مطلب : أول من ركب الخيل إسماعيل عليه السلام .
وفي الحديث الشريف أنه صلى الله عليه وسلم قال { : اركبوا الخيل ، فإنها ميراث أبيكم إسماعيل } . وذلك أن إسماعيل عليه السلام أول من ركبها على المشهور ; ولذلك سميت العراب وكانت قبل ذلك وحشا كسائر الوحوش ، فلما أذن الله تعالى إلى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام برفع القواعد من البيت قال الله عز وجل : إني معطيكما كنزا ادخرته لكما ، ثم أوحى الله إلى [ ص: 36 ] إسماعيل : أن اخرج فادع بذلك الكنز ، فخرج إلى أجياد ، وكان لا يدري ما الدعاء ، والكنز فألهمه الله عز وجل الدعاء ، فلم يبق على وجه الأرض فرس بأرض العرب إلا أجابته وأمكنته من نواصيها وتذللت له { } إسناده جيد رواه ، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم لم يكن شيء أحب إليه بعد النساء من الخيل من حديث النسائي رضي الله عنه . أنس
وبالجملة الأحاديث النبوية ، والآثار الصحيحة في الخيل وفضيلتها وسباقها وسياستها وفضيلة اتخاذها وبركتها والنفقة عليها وخدمتها ومسح نواصيها ، والتماس نسلها ونمائها والنهي عن خصائها وجز نواصيها وأذنابها أمر معروف ; ولذا قال الناظم ( حتما ) أي حتمه حتما أي اقض به واحكم أمره واجزم بكراهة ذلك للنهي عنه ، وإنما خصه بقوله : حتما يعني لكون الكراهة فيه محققة بخلاف الذيل ، فإن الكراهة على الأشهر في ذلك .
قال في الفروع : ويكره جز معرفة وناصية ، وفي جز ذنبها روايتان أظهرهما يكره للخبر ، ثم علل ذلك بقوله : ( لإضرارها ) أي الدابة ( به ) أي جز معرفتها وذيلها ( لقطعك ) أنت أي ; لأنك قطعت ( ما ) أي الشعر الذي ( تدرأ ) أي تدفع وتذب ( به ) أي بذلك الشعر ( للمنكد ) أي للشيء الذي ينكد عليها ، فإنها إنما تدفعه بذيلها ، فإذا جززته فقد آذيتها بإزالتك الذي تدفع به المؤذي عنها إذ هو من أقوى أسلحتها وأوقيتها الدافعة عنها ما يؤلمها وينكد عليها من الذباب وغيره .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام { } . قال في القاموس الدفء بالكسر ويحرك نقيض حدة البرد كالدفاءة ، وجمعه أدفاء يقال دفيء كفرح وكرم وتدفأ واستدفأ وأدفأه ألبسه الدفاء لما يدفئه . : أما أذنابها ، فإنها مذابها أي التي تذب بها عنها نحو الذباب ، وأما أعرافها ، فإنها أدفاؤها التي يحصل لها بها الدفء ويدفع عنها بها ألم البرد