وقال ابن الصلاح : الأشهر فيه من حيث اللغة كسر الدال وفتحها أشهر في ألسنة العامة ، وقد أنكره بعض أئمة اللغة ، وفي القاموس ضفدع كزبرج وجعفر وجندب ودرهم وهذا أقل أو مردود ، دابة نهرية . فيكره قتل الضفادع كما في المستوعب ، وعبر بعض الأصحاب بلا يجوز فظاهره التحريم وروى الإمام أحمد وأبو داود { } . أن طبيبا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ضفدع يجعلها في دواء فنهاه عن قتلها
وقد ترك الأطباء [ ص: 65 ] استعمالها لما فيها من الضرر الشديد ، قال الإمام رضي الله عنه : الضفدع لا تجعل في الدواء . قال في القانون من أكل من لحم الضفدع أو جرحه ورم بدنه وكمد لونه وقذف المني حتى يموت ولذلك ترك الأطباء استعماله خوفا من ضرره . أحمد مائية وترابية والترابية يقتل أكلها . والضفادع نوعان
وفي حياة الحيوان الضفادع أنواع كثيرة وتكون من سفاد وغير سفاد يتولد من المياه القائمة الضعيفة الجري ومن العفونات وغب الأمطار الغزيرة حتى يظن أنه يقع من السحاب لكثرة ما يرى منه على الأسطحة عقب المطر والريح وليس ذلك عن ذكر وأنثى ، وإنما يخلقه الله في تلك الساعة من طباع تلك التربة ، وهي من الحيوانات التي لا عظام لها ، ومنها ما ينق ، ومنها ما لا ينق والذي ينق منها يخرج صوته من قرب أذنه ويوصف بحدة السمع ، وإذا أرادت النقيق أدخلت فكها الأسفل في الماء ومتى دخل الماء في فكها لا تنق ; ولذا قال بعض الشعراء ، وقد عوتب على قلة كلامه :
قالت الضفدع قولا
فسرته الحكماء في فمي ماء وهل ينطق من في فيه ماء