وللرجل اكره لبس أنثى وعكسه وما حظره للعن فيه بمبعد
( وللرجل ) ، وهو الذكر البالغ ( اكره ) كراهة تحريم على الأصح كما جزم به في الإقناع ، والمنتهى وغيرهما ( لبس أنثى وعكسه ) بأن تلبس أنثى لبس رجل ، وهي مسألة فقدم تشبه الرجل بالأنثى وعكسه في اللباس وغيره الناظم الكراهة ، ثم قال رحمه الله تعالى ( وما حظره ) أي منعه وحرمته ( ل ) أجل الـ ( لعن ) الوارد عن حضرة سيد الأولين ، والآخرين عليه الصلاة والسلام ( فيه ) أي تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال [ ص: 170 ] بمبعد ) ، بل هو قريب ، فإنه صلى الله عليه وسلم { } رواه لعن المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال من حديث البخاري رضي الله عنهما { ابن عباس } رواه الإمام ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبس المرأة ، والمرأة تلبس لبس الرجل أحمد وأبو داود قال في الآداب الكبرى : إسناده صحيح ، وهو من حديث رضي الله عنه . أبي هريرةوروى من حديث الطبراني رضي الله عنهما { ابن عباس } الحديث . وفي رواية أن امرأة مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدة قوسا فقال : لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال { للبخاري } قال الحافظ لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال ، والمترجلات من النساء : المخنث بفتح النون وكسرها من فيه انخناث ، وهو التكسر والتثني كما يفعله النساء لا الذي يأتي الفاحشة الكبرى . المنذري
وأخرج الإمام بسند حسن عن أحمد رضي الله عنه قال { أبي هريرة } . لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء ، والمترجلات من النساء المتشبهات بالرجال ، وراكب الفلاة وحده
وروى عن الطبراني أبي أمامة مرفوعا { يحيى ابن زكريا } . أربعة لعنوا في الدنيا ، والآخرة وأمنت الملائكة : رجل جعله الله ذكرا فأنث نفسه وتشبه بالنساء ، وامرأة جعلها الله أنثى فتذكرت وتشبهت بالرجال ، والذي يضل الأعمى ، ورجل حصور ، ولن يجعل الله حصورا إلا
وروى البزار ، وقال صحيح الإسناد عن ، والحاكم رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ابن عمر } . قال : ثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه ، والديوث ، ورجلة النساء الحافظ المنذري : الديوث بفتح الدال المهملة وتشديد المثناة تحت هو الذي يعلم الفاحشة في أهله ويقرهم عليها . قلت : وهو في حديث رضي الله عنه مفسر في المرفوع ولفظه { عمار } رواه ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا : الديوث ، والرجلة من النساء ، ومدمن الخمر . قالوا يا رسول الله : أما مدمن الخمر فقد عرفناه ، فما الديوث ؟ قال [ ص: 171 ] الذي لا يبالي من دخل على أهله . قلنا : فما الرجلة من النساء ؟ قال : التي تتشبه بالرجال . قال الحافظ الطبراني : ورواته لا أعلم فيهم مجروحا . والله أعلم . المنذري