قال الناظم رحمه الله تعالى ( و ) يكره للإنسان ( ترك ) لبس اللباس [ ص: 234 ] المعود ) أي المعتاد للبسه من قميص وإزار ورداء وغيرها .
والمراد : أنه يكره له لبس غير زي بلده بلا عذر كما هو منصوص الإمام .
مطلب : يكره . مخالفة أهل بلده في اللباس
وينبغي أن يلبس ملابس بلده لئلا يشار إليه بالأصابع ، ويكون ذلك حاملا لهم على غيبته فيشاركهم في إثم الغيبة له . وفي كتاب التواضع مرفوعا { لابن أبي الدنيا نهى عن الشهرتين } ، وتقدم ذلك .
( فائدة ) : سئل الحافظ جلال الدين السيوطي عن طالب علم تزيا بزي أهل العلم ، وهو في الأصل من قرى البر ، ثم لما رجع إلى بلاده وعشيرته تزيا بزيهم وترك زي أهل العلم هل يعترض عليه في ذلك أم لا ؟ أجاب بما معناه لما اتصف بالصفتين لا اعتراض عليه في أي الزيين تزيا ، لأنه إن تزيا بزي العلماء فهو منهم ، وإن تزيا بزي أهل بلده وعشيرته فلا حرج عليه اعتبارا بالأصل ولأنه بين أظهر عشيرته وقومه .
وهذا واضح .
ولعل كلام علمائنا لا يخالفه .
ومرادهم في قولهم : ويكره خلاف زي بلده يعني بلا حاجة تدعو إلى خلافهم ، فإن من صار من العلماء تزيا بزيهم في أي مصر كان أو بلدة كانت غالبا ، والله أعلم