مطلب : يمتنع أم لا ؟ وكاللحم الأولى احظرن جلد ثعلب وعنه ليلبس والصلاة به اصدد ( وكاللحم ) في الرواية ( الأولى ) بفتح الهمزة وسكون الواو ( احظرن ) أمر مؤكد بالنون الخفيفة أي امنع ( جلد ثعلب ) كلحمه فلا يحل أكل لحمه ولا لبس جلده . لبس جلد الثعلب في الصلاة
والثعلب بالثاء المثلثة المفتوحة وسكون [ ص: 264 ] العين المهملة وفتح اللام ثم باء موحدة : معروف ، ويقال للأنثى ثعلبة والجمع أثعل . وفي حديث { شر السباع هذه الأثعل } يعني الثعالب رواه في معجمه عن ابن قانع وابصة بن معبد رضي الله عنه مرفوعا . وكنية الثعلب أبو الحصين ، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث سبعا .
فعلى هذا يحرم . أكل لحمه ، ولبس جلده والصلاة فيه
واختار هذا أبو بكر وقدمه في الرعاية .
قال في الفروع : ويحرم ثعلب .
قال : ونقل عبد الله في الثعلب : لا أعلم أحدا رخص فيه إلا . عطاء
وكل شيء اشتبه عليك فدعه انتهى .
وعبارة الإنصاف : أما الثعلب فيحرم على الصحيح من المذهب .
قال المصنف ، يعني الموفق والشارح ، يعني ابن أخيه شمس الدين بن أبي عمر رضي الله عنهما : أكثر الروايات عن تحريم الثعلب . أحمد
قال الناظم : هذا أولى .
وصححه في التصحيح .
وقدمه في الفروع .
( وعنه ) أي الإمام رضي الله عنه ( ليلبس ) اللام هذه لام الأمر والمراد أمر إباحة ، يعني يباح أحمد ( و ) لكن ( الصلاة ) من المصلي ( به ) أي بجلد الثعلب يعني أن صلاة لابس جلد للثعلب مع إباحة لبسه ( اصدد ) أي امنع صحتها . لبس الفراء من جلد الثعلب
وعنه تصح الصلاة فيه مع الكراهة .
قال ابن تميم : قال أبو بكر : لا يختلف قوله يعني الإمام رضي الله عنه أن يلبس إذا دبغ بعد تذكيته . أحمد
لكن اختلف في كراهة الصلاة فيه .
وقال في الرعاية الكبرى : إن ذكي ودبغ جلده أبيح مطلقا .
والحاصل : أن في أصل إباحة لحم الثعلب روايتين إحداهما الحرمة ، وقد ذكرناها .
والثانية الإباحة .
قال في الإنصاف : قال : مباح في أصح الروايتين واختارها ابن عقيل الشريف أبو جعفر ، وأطلقهما في الكافي ، والهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والمحرر ، والرعايتين ، والحاويين ، وإدراك الغاية ، والخرقي والزركشي ، وتجريد العناية ، وغيرهم .
وعلى القول بالتحريم فهل يباح لبس جلده أو لا ؟ روايتان .
[ ص: 265 ] وعلى القول بالجواز هل تصح الصلاة فيه أو لا تصح ؟ روايتان .
وعلى القول بالصحة هل تكره أو لا ؟ روايتان .
قلت : اختار شيخ الإسلام ابن تيمية - أعلى الله كعبه - جواز لبسه والصلاة فيه .
فإنه سئل رضي الله عنه عن الفراء من جلود الوحوش هل تجوز الصلاة فيها ؟ فأجاب الحمد لله ، أما جلود الأرنب فتجوز الصلاة فيها بلا نزاع .
وأما الثعلب ففيه نزاع والأظهر جواز الصلاة فيه . انتهى .