مطلب : في ذم الغيبة .
ويحرم على كل مكلف ( اغتياب ) لأحد من المسلمين قال في القاموس : غابه ذكره بما فيه من السوء كاغتابه ، والغيبة فعلة منه وفي النهاية : قد تكرر في الحديث ذكر وهو أن تذكر الإنسان في غيبته بسوء وإن كان فيه ، فإذا ذكرته بما ليس فيه فهو البهت والبهتان قال تعالى { الغيبة ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه } وفي الصحيحين عن رضي الله عنه { أبي بكرة } أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في حجة الوداع إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت
. وأخرج مسلم والترمذي عن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { أبي هريرة } . كل المسلم على المسلم حرام : دمه وعرضه وماله
في الأوسط عن وللطبراني رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { البراء بن عازب } . الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه
وفي كتاب ذم الغيبة عن لابن أبي الدنيا رضي الله عنه مرفوعا { أنس أن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل ، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم } .
وابن أبي الدنيا والبيهقي عن والطبراني رضي الله عنهما مرفوعا { ابن عباس إن الربا نيف وسبعون بابا أهونهن بابا من الربا مثل من أتى أمه في الإسلام ، ودرهم ربا أشد من خمس وثلاثين زنية وأشد الربا وأربى الربا وأخبث الربا انتهاك عرض المسلم وانتهاك حرمته } .
[ ص: 104 ] بإسنادين أحدهما قوي عن والبزار مرفوعا { أبي هريرة } وهو في بعض نسخ من أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه أبي داود بلفظ { } . إن من الكبائر استطالة الرجل في عرض رجل مسلم بغير حق ، ومن الكبائر السبتان بالسبة
ورواه بلفظ { ابن أبي الدنيا } . قال الربا سبعون حوبا وأيسرها كنكاح الرجل أمه ، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم : والحوب بضم المهملة هو الإثم المنذري
وأخرج الإمام عن أحمد رضي الله عنهما قال { ابن عباس جبريل ؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ورأى رجلا أحمر أزرق جدا قال من هذا يا جبريل ؟ قال هذا عاقر الناقة } ليلة أسري بنبي الله صلى الله عليه وسلم ونظر في النار فإذا قوم يأكلون الجيف ، قال من هؤلاء يا
. وأخرج أبو داود عن رضي الله عنه قال : { أنس جبريل ؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخشمون وجوههم وصدورهم ، فقلت من هؤلاء يا
وفي حديث قال { راشد بن سعد المقرائي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث وفيه ثم مررت على نساء ورجال معلقين بثديهن فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال هؤلاء اللمازون والهمازون ، وذلك قول الله عز وجل { ويل لكل همزة لمزة } } رواه من رواية بقية ثم روى عن البيهقي قال : الهمز بالعين والشدق واليد ، واللمز باللسان قال وبلغني عن ابن جريج أنه قال : الهمزة الذي يعيبك في وجهك ، واللمزة الذي يعيبك بالغيب وأخرج الليث الإمام أحمد ورواة وابن أبي الدنيا ثقات عن الإمام أحمد رضي الله عنهما قال { جابر بن عبد الله } [ ص: 105 ] وأخرج كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فارتفعت ريح منتنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما هذه الريح ، هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين أيضا بإسناد رواته ثقات عن الإمام أحمد أبي بكر رضي الله عنه قال { } . وأخرج أيضا عن بينا أنا أماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي ورجل عن يساره فإذا نحن بقبرين أمامنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير وبكى ، فأيكم يأتينا بجريدة ، فاستبقنا فسبقته فأتيته بجريدة فكسرها نصفين فألقى على ذا القبر قطعة وعلى ذا القبر قطعة ، قال إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين ، وما يعذبان إلا في الغيبة والبول يعلى بن شبابة رضي الله عنه { } . أنه عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأتى على قبر يعذب صاحبه فقال إن هذا كان يأكل لحوم الناس ثم دعا بجريدة رطبة فوضعها على قبره وقال لعله أن يخفف عنه ما دامت هذه رطبة
وأخرج الأصبهاني عن رضي الله عنه مرفوعا { عثمان بن عفان الغيبة والنميمة يحتان الإيمان كما يعضد الراعي الشجرة } . وأخرج عن الإمام أحمد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أبي هريرة } . خمس ليس لهن كفارة : الشرك بالله ، وقتل النفس بغير حق ، ونهب مؤمن ، والفرار من الزحف ، ويمين صابرة يقتطع بها مالا بغير حق
وأخرج أبو داود عن والطبراني رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { ابن عمر } وروى ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال نحوه وقال صحيح الإسناد . قال الحاكم : ردغة الخبال هي عصارة أهل النار . كذا جاء مفسرا مرفوعا وهو بفتح الراء وإسكان الدال المهملة وبالغين المعجمة . والخبال بفتح الخاء المعجمة وبالموحدة . المنذري