وروى ابن عدي عن رضي الله عنه { أنس } قلت هذا حديث ضعيف . قال تزوجوا في الحجز الصالح فإن العرق دساس السيوطي في أول كتابه الجامع الكبير : جميع ما أعزوه صللعقيلي وابن عدي وابن عساكر والخطيب في نوادر الأصول والحكيم الترمذي والحاكم وابن النجار في تاريخهما والديلمي في مسند الفردوس فهو ضعيف فيستغنى بالعزو إلى هذه الكتب عن بيان الضعف وقد عزاه لابن عدي . قال في النهاية وفيه { } الحجز بالضم والكسر الأصل ، وقيل " بالضم الأصل والمنبت وبالكسر هو بمعنى الحجزة وهي هيئة المتحجز كناية عن العفة وطيب الإزار ، وقيل هو العشيرة ; لأنه يحتجز بهم أي يمتنع ، وقوله فإن العرق دساس أي دخال بالتشديد ; لأنه نزع في خفاء ولطف ، ومعناه أن الرجل إذا تزوج من منبت صالح جاء الولد يشبه أهل الزوجة في الأعمال والأخلاق وعكسه . تزوجوا في الحجز الصالح فإن العرق دساس
فمن ثم قال الناظم رحمه الله فإن تفعل بأن تزوجت [ ص: 429 ] حسيبة من كرام ( تفز ) أي تظفر ( إذا ) يعني بنكاحها ( بولد ) بضم الواو وإسكان اللام . قال في القاموس : الولد محركة وبالضم والكسر والفتح واحد وجمع ، وقد يجمع على أولاد وولدة بالكسر وولد بالضم . ومراد الناظم هنا الجمع بشهادة قوله ( كرام ) جمع كريم وتقدم تعريفه .
وقد قال بعض الحكماء : أصل المحاسن كلها الإكرام ، والتفضل على الخاص والعام . وما أحسن قول الشاعر :
لا تنكحن سوى كريمة معشر فالعرق دساس من الطرفين أوما ترى أن النتائج كلها
تبع الأخس من المقدمتين
وفي لغة الإقناع : البكر بكسر الباء الموحدة وسكون الكاف من النساء العذراء وهي الباقية العذرة ، وهي ما لها من الالتحام قبل الفضاض ، والاسم البكارة بالفتح ، ومطلق البكر من لم يتزوج ذكرا كان أو أنثى والجمع أبكار ، والمراد هنا ذات البكارة التي هي العذرة ( فاقصد ) أمر من قصد أي عمد ويمم لقوله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه { لجابر } . متفق عليه . فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك
فإن قلت : كيف تعرف البكر بأنها ولود ؟ فالجواب يعرف مما تقدم من كونها من نساء يعرفن بكثرة الأولاد . وروى عن الطبراني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ابن مسعود } . قال في النهاية فيه عليكم بالأبكار فإنهن أنتق أرحاما أي أكثر أولادا ، يقال للمرأة الكثيرة الولد ناتق ; لأنها ترمي بالأولاد رميا ، والنتق الرمي والحركة . تزوجوا الأبكار فإنهن أعذب أفواها ، وأنتق أرحاما ، وأرضى باليسير
وفي لفظ عند وسنن ابن ماجه عن البيهقي عويمر بن ساعدة مرفوعا { } . عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها ، وأنتق أرحاما ، وأرضى باليسير
وفي أوسط عن الطبراني مرفوعا { جابر } الخب الخداع . عليكم بالأبكار [ ص: 430 ] فإنهن أنتق أرحاما ، وأعذب أفواها ، وأقل خبا ، وأرضى باليسير
وروى ابن السني وأبو نعيم في الطب عن مرفوعا { ابن عمر } فإن كان مصلحة في تزويج الأرملة كما فعل عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها ، وأنتق أرحاما ، وأسخن إقبالا ، وأرضى باليسير من العمل لتقوم بأوده وتكفل ولده كان ذلك مندوبا أيضا فإن لكل مقام مقالا . وقالوا في الأبكار : أشهى المطي ما لم يركب ، وأحب اللآلئ ما لم يثقب ، ونظم ذلك في قوله : جابر
قالوا نكحت صغيرة فأجبتهم أشهى المطي إلي ما لم يركب
كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة ثقبا وحبة لؤلؤ لم تثقب
إن المطية لا يلذ ركوبها حتى تذلل بالركوب وتركبا
والحب ليس بنافع أحبابه ما لم يؤلف في النظام ويثقبا