ومن فضائل التهجد  أن الله عز وجل يحب أهله ويباهي بهم الملائكة ويستجيب دعاءهم . فقد روى  الطبراني  وغيره عن  أبي الدرداء  رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال { ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم فذكر منهم الذي له امرأة حسناء وفراش حسن فيقوم من الليل ، فيقول الله تعالى : يذر شهوته فيذكرني ولو شاء رقد . والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء أو سراء    } . 
 [ ص: 501 ] وأخرج الإمام  أحمد  والترمذي   والنسائي  عن  أبي ذر  رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال { ثلاثة يحبهم الله ، فذكر منهم قوم ساروا ليلهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به فوضعوا رءوسهم قام يتملقني ويتلو آياتي    } وصححه الترمذي    . وفي المسند عن  ابن مسعود  رضي الله عنه { عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال عجب ربنا من رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحبه إلى الصلاة رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي    } الحديث . قال الحافظ ابن رجب  في اللطائف : قوله ثار ، فيه إشارة إلى قيامه بنشاط وعزم . 
ويروى من حديث  عطية  عن  أبي سعيد  رضي الله عنه مرفوعا { إن الله يضحك إلى ثلاثة نفر : رجل قام من جوف الليل فأحسن الطهور فصلى ، ورجل نام وهو ساجد ، ورجل في كتيبة منهزمة فهو على فرس جواد لو شاء أن يذهب لذهب    } . وخرجه  ابن ماجه  من رواية  مجاهد  عن أبي الوداك  عن  أبي سعيد  رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال { إن الله يضحك إلى ثلاثة : الصف في الصلاة ، والرجل يصلي في جوف الليل ، والرجل يقاتل - أراه قال خلف الكتيبة    } . قال الحافظ ابن رجب  في لطائف المعارف : روينا من حديث أبان  عن  أنس  رضي الله عنه عن ربيعة بن أبي وقاص  عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال { ثلاثة مواطن لا ترد فيها دعوة    : رجل يكون في برية حيث لا يراه أحد فيقوم فيصلي ، فيقول الله تعالى لملائكته أرى عبدي هذا يعلم أن له ربا يغفر الذنب فانظروا ما يطلب عبدي هذا ؟ فتقول الملائكة يا رب رضاك ومغفرتك ، فيقول اشهدوا أني قد غفرت له ورضيت عنه . ورجل يقوم من الليل ، فيقول الله عز وجل أليس قد جعلت الليل سكنا والنوم سباتا فقام عبدي هذا يصلي ويعلم أن له ربا ، فيقول الله لملائكته انظروا ما يطلب عبدي هذا ؟ فتقول الملائكة يا رب رضاك ومغفرتك ، فيقول : اشهدوا أني قد غفرت له وذكر الثالث الذي يكون في فئة فيفر أصحابه ويثبت هو    } ، وهو مذكور أيضا في الأحاديث المتقدمة . 
 [ ص: 502 ] وفي المسند وصحيح  ابن حبان  عن عقبة بن عامر  رضي الله عنه { عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال رجلان من أمتي يقوم أحدهما من الليل فيعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقد فيتوضأ ، فإذا وضأ يديه انحلت عقدة ، وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة ، وإذا مسح رأسه انحلت عقدة ، وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة ، فيقول الرب عز وجل للذين وراء الحجاب انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه ما سألني عبدي هذا فهو له    } وتقدم في آداب الأذكار في طرفي النهار حديث الصحيحين في العقد فلا حاجة إلى إعادته . . 
وفي الصحيحين { أن النبي  صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل عبد الله  ، يعني  ابن عمر  لو كان يصلي من الليل ، فكان عبد الله  لا ينام بعد ذلك من الليل إلا قليلا    } . 
				
						
						
