الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 205 ] فلما دخلت السنة الخامسة عشرة : كان فيها وقعة اليرموك ،  وذلك أن الروم سار بهم هرقل حتى نزل أنطاكية ، ومعه من المستعربة : لخم ، وجذام ، وبلقين ، وبلى ، وعاملة ، وغسان ، ومن معه من أهل أرمينية بشر كثير ، فأقام بأنطاكية ، وسار أبو عبيدة بن الجراح في المسلمين إليهم في أربعة وعشرين ألفا ، وكان الروم مائة ألف ، فالتقوا باليرموك ، فاقتتلوا قتالا شديدا حتى كانت نساء قريش يضربن بالسيوف ، وكان أبو سفيان بن حرب تحت راية ابنه يزيد ، فجعل ينادي في المعركة : يا نصر الله اقترب ، حتى أنزل الله نصره وهزم الروم ، فقتل من الروم ومن معه من أهل أرمينية والمستعربة سبعون ألفا ، وقتل الله الصقلار وباهان رئيسين لهم .

ثم بعث أبو عبيدة بن الجراح عياض بن غنم في طلبهم ، فسلك الأعماق حتى بلغ ملطية ، فصالح أهلها على الجزية ، فسمع هرقل بذلك فبعث إلى ملطية ، فساق من فيها من المقاتلة وأمر بها فأحرقت .

[ ص: 206 ] وكان ممن قتل باليرموك من المسلمين : عمرو بن سعيد بن العاص ، وأبان بن سعيد بن العاص ، وعبد الله بن سفيان بن عبد الأسد ، وسعيد بن الحارث بن قيس .

ولما حسر عن سعد بن أبي وقاص الشتاء سار بالمسلمين يريد القادسية ، وكتب إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يستمده ، فبعث إليه عمر المغيرة بن شعبة في أربعمائة رجل مددا لسعد من المدينة ، وكتب إلى أبي عبيدة بن الجراح أن أمد سعدا بألف رجل من عندك ، ففعل أبو عبيدة ذلك ، وأمر عليهم عياض بن غنم الفهري ، وسمع بذلك رستم فخرج بنفسه مع من عنده من الأعاجم يريد سعدا ، وحج عمر بالناس .

التالي السابق


الخدمات العلمية