الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فلما دخلت السنة الخامسة والعشرون: غزا معاوية أرض الروم وفتح الحصون ، وولد له ابنه يزيد بن معاوية ،  ثم نقضت الإسكندرية الصلح الذي صالحهم عمرو بن العاص عليه ، فغزاهم عمرو وظفر بهم وسباهم ، وبعث السبي إلى المدينة ، فردهم عثمان إلى ذمتهم وقال : إنهم كانوا صلحا ، والذرية لا تنقض الصلح ، وإنما تنقض الصلح المقاتلة ، ونقض المقاتلة الصلح ليس يوقع السبي على ذراريهم .

ثم عزل عثمان بن عفان عمرو بن العاص عن الإسكندرية ومصر ، وولاهما عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، فوجد عمرو من ذلك ،  وكان بدء الشر بينه وبين عثمان عزله عن مصر والإسكندرية ، وكان عمرو قد بعث جيشه إلى المغرب فأصابوا غنائم كثيرة ، فلما دخل عبد الله بن سعد مصر واليا بعث جرائد الخيل إلى المغرب ، واستشار عثمان في إفريقية ، [ ص: 245 ] وعزل عثمان سعدا عن الكوفة وولى عليها الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، فبعث الوليد سلمان بن ربيعة الباهلي في اثني عشر ألفا إلى برذعة فافتتحها عنوة وقتل وسبى ، وغزا البيلقان فصالحوه قبل أن يجيء إلى برذعة ، وبعث خيله إلى جرزان فصالحوه ، وفي هذه السنة كانت غزوة سابور الأولى ، ثم حج عثمان بالناس .

التالي السابق


الخدمات العلمية