الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي السنة الحادية والثلاثين : فتحت أرمينية الآخرة وأميرها حبيب بن مسلمة الفهري ،  وذلك أن عثمان كتب إلى حبيب بن مسلمة أن سر من الشام في جيش إلى أرمينية ، فمضى حبيب بن مسلمة من ناحية درب الحدث ، فافتتح خلاط وسراج ووادي المطامير . ومات أبو سفيان بن حرب وهو ابن ثمان وثمانين سنة ،  ثم خرج ابن عامر إلى خراسان وعلى مقدمته الأحنف بن قيس ، فلقي أهل هراة فهزمهم ، وافتتح أبرشهر صلحا ، وقد قيل : عنوة ، ثم افتتح طوس وما حولها ، ثم صالح أهل سرخس على مائة ألف وخمسين ألفا [ ص: 253 ] وبعث أبو عامر الأسود بن كلثوم العدوي إلى بيهق فافتتحها ، وقتل بها ، وبعث أهل مرو يطلبون الصلح ، فصالحهم ابن عامر على ألفي ألف ومائتي ألف ، وكان الذي صالحه ماهويه بن أوزمهر مرزبان مرو . ثم بعث ابن عامر الأحنف بن قيس إلى مرو الروذ والفارياب والطالقان ، وافتتح طخارستان ، وقتل منهم ثلاثة عشر نفسا ، ثم خرج الأحنف إلى بلخ فصالحوه على أربعمائة ألف درهم ، ثم أتى خوارزم فلم يطقها فرجع . وبعث ابن عامر خليد بن عبد الله بن زهير الحنفي إلى باذغيس وهراة فافتتحها ثم ارتدوا بعد ، وغزا عبد الله بن سعد بن أبي سرح أرض الروم في ناحية المصيصة وغنم ثم رجع ، وحج بالناس عثمان .

التالي السابق


الخدمات العلمية