ثم كتب عمر  إلى سعد  أن ابعث إلى أرض الهند   - يريد البصرة   - جندا لينزلوها ، فبعث إليها سعد   عتبة بن غزوان  في ثمانمائة رجل حتى نزلها ، وهو الذي بصر البصرة  واختط المنازل ، وبنى مسجد الجامع بالقصب ، وكان فتح البصرة   صلحا ، وافتتح  عتبة بن غزوان  الأبلة  والفرات   [ ص: 213 ] وميسان ، ومن سبي ميسان  والد الحسن  وأرطبان  جد ابن عون   . 
ثم خرج عتبة  حاجا ، وأمر  المغيرة بن شعبة  أن يصلي بالناس إلى أن يرجع ، فحج ورجع ، فمات في الطريق قبل أن يصل إلى البصرة  ، فأقر عمر   المغيرة بن شعبة  على الصلاة ، وولد  عبد الرحمن بن أبي بكرة  بالبصرة  ، وهو أول مولود ولد بها . 
وخرج  عمر بن الخطاب  وخلف  عثمان بن عفان  على المدينة  ، فلما قدم الشام  نزل بالجابية  فقام فيها خطيبا لهم ، ثم أراد عمر  الرجوع إلى الحجاز  فقال له رجل من اليهود : يا أمير المؤمنين ، لا ترجع إلى بلادك حتى يفتح الله عليك إيلياء  ، فبينا عمر  كذلك إذ نظر إلى كردوس خيل مقبل ، فلما دنوا من المسلمين سلوا السيوف فقال عمر :  هم قوم يستأمنون فآمنوهم ، فأقبلوا وإذا هم أهل إيلياء  ، فصالحوه على الجزية ، وفتحوها له ، وكتب لهم عمر  كتاب عهد بذلك ، ورجم بالجابية  امرأة أقرت على نفسها بالزنا . 
ثم رجع إلى المدينة  ودون لهم الديوان ، وغرب أبا محجن الثقفي  إلى باضع ، وتزوج عمر   صفية بنت أبي عبيد  على مهر أربعمائة  [ ص: 214 ] درهم ، وحج بالناس عمر ،  استخلف على المدينة   زيد بن ثابت   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					