الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم كتب عمر إلى سعد أن ابعث إلى أرض الهند - يريد البصرة - جندا لينزلوها ، فبعث إليها سعد عتبة بن غزوان في ثمانمائة رجل حتى نزلها ، وهو الذي بصر البصرة واختط المنازل ، وبنى مسجد الجامع بالقصب ، وكان فتح البصرة  صلحا ، وافتتح عتبة بن غزوان الأبلة والفرات [ ص: 213 ] وميسان ، ومن سبي ميسان والد الحسن وأرطبان جد ابن عون .

ثم خرج عتبة حاجا ، وأمر المغيرة بن شعبة أن يصلي بالناس إلى أن يرجع ، فحج ورجع ، فمات في الطريق قبل أن يصل إلى البصرة ، فأقر عمر المغيرة بن شعبة على الصلاة ، وولد عبد الرحمن بن أبي بكرة بالبصرة ، وهو أول مولود ولد بها .

وخرج عمر بن الخطاب وخلف عثمان بن عفان على المدينة ، فلما قدم الشام نزل بالجابية فقام فيها خطيبا لهم ، ثم أراد عمر الرجوع إلى الحجاز فقال له رجل من اليهود : يا أمير المؤمنين ، لا ترجع إلى بلادك حتى يفتح الله عليك إيلياء ، فبينا عمر كذلك إذ نظر إلى كردوس خيل مقبل ، فلما دنوا من المسلمين سلوا السيوف فقال عمر : هم قوم يستأمنون فآمنوهم ، فأقبلوا وإذا هم أهل إيلياء ، فصالحوه على الجزية ، وفتحوها له ، وكتب لهم عمر كتاب عهد بذلك ، ورجم بالجابية امرأة أقرت على نفسها بالزنا .

ثم رجع إلى المدينة ودون لهم الديوان ، وغرب أبا محجن الثقفي إلى باضع ، وتزوج عمر صفية بنت أبي عبيد على مهر أربعمائة [ ص: 214 ] درهم ، وحج بالناس عمر ، استخلف على المدينة زيد بن ثابت .

التالي السابق


الخدمات العلمية