عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه استخلاف
وهو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن [ ص: 242 ] مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وكنيته أبو عمرو ، وقد قيل : أبو عبد الله ، ويقال : أبو ليلى ، وأم عثمان : أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس ، وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف .
أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة ، ثنا عن علي بن هاشم ، جعفر بن نجيح المديني ، ثنا أنا عبد الرزاق ، عن معمر ، أبي حازم ، عن : سهل بن سعد الساعدي أحدا ارتج وعليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اثبت أحد ، فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان أن " .
قال لما دفن أبو حاتم : عمر - رضي الله عنه - تعمد عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وطلحة بن عبد الله ، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن ، وسعد يتشاورون ، فأشار عثمان على عبد الرحمن بالدخول في الأمر ، فأبى عبد الرحمن وقال : لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر ، وإن شئتم [ ص: 243 ] اخترت لكم منكم واحدا ، فجعلوا ذلك إلى فلما ولي ذلك مال الناس كلهم إليه وتركوا أولئك الآخرين ، فأخذ عبد الرحمن بن عوف ، عبد الرحمن يتشاور في تلك الليالي الثلاث ، حتى إذا كان من الليلة التي بايع من غدها جاء إلى باب عثمان بن عفان بعد هوى من الليل ، فضرب الباب وقال : ألا أراك نائما ؟ والله ما كحلت منذ الليلة بكثير نوم ، ادع لي المسور بن مخرمة الزبير وسعدا ، فدعاهما فشاورهما ، ثم أرسله إلى فدعاه فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن ، فلما صلوا الصبح اجتمعوا ، وأرسل عثمان بن عفان عبد الرحمن إلى من حضر من المهاجرين والأنصار وأمراء الأجناد ، ثم خطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فإني نظرت في أحوال الناس وشاورتهم فلم أجدهم يعدلون بعثمان ، ثم قال : يا عثمان ، نبايعك على سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخليفتين من بعده ، قال : نعم ، فبايعه عبد الرحمن وبايعه المهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون ، وذلك لغرة المحرم .