فصل
وأما وهو ظاهر مستقيم على مذهب أهل السنة الذين يقولون: إن الله خلقه مسلما مصليا، وهو الذي حبب إليه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان. الطاعات، فهو محمود عليها حمد مدح وحمد شكر،
وأهل السنة يقولون: الحمد لله كله.
ويقولون: اللام في «الحمد» لاستغراق الجنس؛ فإن الحمد كله لله، وكل محمود غيره فالحمد لله على حمده وعلى ما حمد به.
وأيضا، فالحمد لله من وجهين:
* من وجه أنه المحمود. [ ص: 386 ]
* ومن وجه أنه المستحق الحمد، المحمود، فلا محمود إلا من حمده. وهو كما قال بعض الأعراب للنبي صلى الله عليه وسلم: قال: «ذاك الله»، فالمحمود من حمده الله، والمذموم من ذمه الله، فهو الذي يستحق أن يحمد ويذم. «إن حمدي زين وذمي شين»،
وبهذا الوجه فله أن يحمد وله أن يذم، أي: له حمد المحمود وذم المذموم، حمد المؤمن وذم الكافر، كما أن له الثواب والعقاب.
وهو الذي يذم تارك الواجب وفاعل المحرم، كما أنه هو الذي يثيب هذا ويعاقب هذا. والواجب ما يذم تاركه شرعا، والمحرم ما يذم فاعله،