فكيف إذا وقع مثل ذلك في وقتين متعددين من نوع واحد؟ والعبد المؤمن يبتلى بالحسنات التي تسره والسيئات التي تسوءه في الوقت الواحد، ليكون صبارا شكورا،
ويستحب ولا يستحب الكحل، والذين يصنعون من الكحل من أهل الدين لا يقصدون به مناصبة أهل البيت، وإن كانوا مخطئين في فعلهم، ومن قصد منهم أهل البيت بذلك أو غيره، أو فرح أو استشفى بمصائبهم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صوم التاسع والعاشر، "والذي نفسي بيده لا يدخلون [ ص: 96 ] الجنة حتى يحبوكم من أجلي" لما شكا إليه أن بعض قريش يجفون العباس بني هاشم. وقال: قريشا من بني كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من بني هاشم" . وروي عنه أنه قال: "إن الله اصطفى . وهذا باب واسع يطول القول فيه. "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي"
وكان سبب هذه المواصلة أن بعض الإخوان قدم بورقة فيها ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذكر سادة أهل البيت، وقد أجري فيها ذكر النذور لمشهد المنتظر. فخوطب من فضائل أهل البيت وحقوقهم بما سر قلبه وشرح صدره، وكان ما ذكر بعض الواجب، فإن الكلام في هذا طويل، ولم يحتمل هذا الحامل أكثر من ذلك. وخوطب فيما يتعلق بالأنساب والنذور بما يجب في دين الله، فسأل المكاتبة بذلك إلى من يذهب إليه من الإخوان، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: . [ ص: 97 ] "الدين النصيحة"، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"