مطلب : ثلاثة لا يعاد صاحبهن 
( تنبيهان ) : 
( الأول ) : ظاهر إطلاق النظم استحباب عيادة المريض ، ولو من وجع ضرس أو رمد ، أو دمل  خلافا  لأبي المعالي بن المنجا  ، فإنه قال : لا يعادون ولا يسمون مرضى واحتج بخبر ضعيف رواه النجاد  عن  أبي هريرة  مرفوعا { ثلاثة لا يعاد صاحبهن الرمد والضرس والدمل    } قلت ، وذكره الإمام الحافظ ابن الجوزي  في الموضوعات وتعقبه الجلال السيوطي  بأنه ضعيف لا موضوع . 
( الثاني ) : قال في الفروع وفي نوادر ابن الصيرفي  نقل عن إمامنا  رضي الله عنه أنه قال له ولده : يا أبت إن جارنا فلانا مريض فما تعوده ؟ قال : يا بني ما عادنا فنعوده قال : ويشبه هذا ما نقل عنه ابناه في السلام على الحجاج . 
وفي كتاب العزلة  للخطابي  عن الإمام  مالك  رضي الله عنه أنه كان يشهد الجنائز ويعود المرضى ويعطي الإخوان حقوقهم فترك واحدا واحدا حتى تركها كلها ، وكان يقول : لا يتهيأ للمرء أن يخبر بكل عذر . 
وعن  ابن وهب  قال : لا تعد من لا يعودك ولا تشهد جنازة من لا يشهد جنازتك ولا تؤد حق من لا يؤدي حقك ، وإن عدلت عن ذلك فأبشر بالجور . قال  الخطابي    : يراد بهذا التأديب والتقويم دون المكافأة ، والمجازاة ، وبعض هذا مما يراض به بعض الناس والله أعلم . 
				
						
						
