قال - رحمه الله - : " قال الله تعالى : ( الشافعي الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا ، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) الآية . قال - رحمه الله - : " فإذا كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناس غير من جمع لهم من الناس ، وكان المخبرون لهم ناس غير من جمع لهم ، وغير من معه ممن جمع عليه معه ، وكان الجامعون لهم ناسا - فالدلالة بينة . لما وصفت : من أنه إنما جمع لهم بعض الناس دون بعض ، والعلم يحيط أن لم يجمع لهم الناس كلهم ، ولم يخبرهم الناس كلهم ولم يكونوا هم الناس كلهم . ولكنه لما كان الشافعي وعلى من بين جميعهم وثلاثة منهم - كان صحيحا في لسان العرب أن يقال : ( اسم الناس يقع على ثلاثة نفر ، وعلى جميع الناس ، قال لهم الناس ) . قال : وإنما كان الذين قالوا لهم ذلك أربعة نفر إن الناس قد جمعوا لكم ، يعنون المنصرفين من أحد ، وإنما هم جماعة غير كثيرين من الناس ، جامعون منهم غير المجموع لهم ، والمخبرون للمجموع لهم غير الطائفتين ، والأكثرون من الناس في بلدانهم غير الجامعين ، ولا المجموع لهم ولا المخبرين " .
وقال الله - عز وجل - : ( وقودها الناس والحجارة ) . فدل كتاب الله - عز وجل - على أنه إنما وقودها بعض الناس ؛ لقوله - عز وجل - : ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ) " .
[ ص: 26 ]