وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر في شهر رمضان ، فلما دنا من جرير بن عبد الله البجلي أبو عمرو ، المدينة أناخ راحلته وحل عيبته ولبس حلته فأقبل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب ، وقد قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : يطلع عليكم رجل من اليمن به مسحة ملك ، ويقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم ألقى إليه رداءه ، وقال : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وقد قيل : كنيته [ ص: 55 ] أبو عبد الله ، ما حجبه النبي صلى الله عليه وسلم مذ أسلم ولا رآه إلا تبسم في وجهه ، سكن الكوفة ، فلما وقعت الفتن خرج من الكوفة هو وعدي بن حاتم وحنظلة الكاتب وقالوا : لا نقيم ببلدة يشتم فيها عثمان فخرجوا إلى قرقيسيا وسكنوها ، فكان جرير يخضب رأسه ولحيته ، ومات جرير سنة إحدى وخمسين ، وهو جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نضر بن ثعلبة بن جشم بن عوف بن خزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن مالك بن قيس ، وكان موته بالسراة في ولاية الضحاك بن قيس الكوفة ، وكانت ولاية الضحاك بن قيس الكوفة سنتين ونصفا .