زياد بن أبي زياد الجصاص ، أبو محمد ، من أهل واسط ، يروي عن : الحسن ، روى عنه : وابن سيرين هشيم ، ربما وهم ، حدثنا أحمد بن علي بن المثنى ، قال : ثنا عبد الله بن مطيع ، قال : ثنا هشيم ، عن زياد بن أبي زياد ، عن الحسن بن أبي الحسن ، ويزيد بن هارون قال : قيس بن عاصم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما دنوت منه سمعته يقول : هذا سيد أهل الوبر ، فسلمت عليه ثم قلت : يا رسول الله ، المال الذي لا يكون علي فيه تبعة من ضيف أضافني أو عيال إذا كثر ؟ [ ص: 321 ] فقال : نعم المال الأربعون من الإبل والأكثر ستون ، وويل لأصحاب المئين إلا من أعطى في رسلها ونجدتها وأفقر ظهرها وأطرق فحلها ونحر سمينها وأطعم القانع والمعتر ، قلت : يا رسول الله ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها أنه لا يحل بالوادي الذي أنا فيه أكثر من إبلي ، قال : فكيف تصنع بالمنيحة ؟ قال : قلت : إني لأمنح في كل عام مائة ، قال : وكيف تصنع بالعارية ؟ قال : يغدو الإبل ويغدو الناس ، فمن أخذ برأس بعير ذهب به ، قال : فكيف تصنع بالإفقار ؟ قال : إني لأفقر البكر الضرع والناب المدبر قال : فمالك أحب إليك أو مال مولاك ؟ قال : قلت : بل مالي ، قال : فإنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت ولبست فأبليت وأعطيت فأمضيت وما بقي فلمولاك ، قلت : لمولاي ؟ قال : نعم ، قال : أما والله لئن بقيت لأدعن عدتها قليلا ، قال الحسن : ففعل رحمه الله ، [ ص: 322 ] فلما حضرته الوفاة دعا بنيه فقال : يا بني خذوا عني فلا أحد أنصح لكم مني إذا أنا مت فسودوا كباركم ولا تسودوا صغاركم فتستسفه الناس كباركم ويهونوا عليهم ، وعليكم باستصلاح المال فإنه منبهة للكريم ويستغنى به عن اللئيم ، وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب الرجل إن أحدا لم يسأل إلا بترك كسبه ، وإذا أنا مت فلفوني في ثيابي الذي كنت أصلي فيها وأصوم ، وإياكم والنياحة فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنها ، وادفنوني في مكان لا يعلم به أحد فإنه قد كانت بيننا وبين بكر بن وائل خماشات في الجاهلية ، فأخاف أن يدخلوها عليكم في الإسلام فيعيبوا عليكم دينكم ، قال الحسن : نصحا في الحياة ونصحا في الممات . عن