الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أبو عمرو بن العلاء ، صاحب القراءات ، اسمه زبان بن العلاء بن عمار بن حصين بن حليم بن مازن بن خزاعي ، من أهل البصرة ، وهم إخوة أربعة : أبو عمرو وأبو سفيان ومعاذ وعمر ، فأكبرهم سنا أبو عمرو ثم أبو سفيان ، وكان يقال لأبي سفيان : سنسن ثم معاذ ثم عمر [ ص: 346 ] فأما أبو عمرو فله نحو خمسين حديثا ، فأما أبو سفيان فما له إلا حديث واحد عن الحسن ، عن عبد الله بن المغفل : لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها ، حدثنا أبو خليفة ، قال : ثنا محمد بن سلام الجمحي ، قال : ثنا سعيد بن عبيد قال : كنا في جنازة أبي سفيان ومعنا شعبة فقال شعبة : حدثني صاحب هذه الجنازة قال : قلت للحسن : من حدثك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها  ؟ فقال : حدثني والله الذي لا إله إلا هو عبد الله بن المغفل في هذا المسجد ، وأومأ إلى مسجد الجامع بالبصرة ، وأما معاذ بن العلاء فلست أحفظ له إلا حديثين : حديث الجوع وحديث الغسل يوم الجمعة ، رواهما جميعا عن نافع ، عن ابن عمر ، وعمر بن العلاء لا حديث له ، ومات أبو عمرو بن العلاء في طريق الشام سنة أربع وخمسين ومائة ، وله بالبصرة عقب ، وفي [ ص: 347 ] أبي عمرو يقول الفرزدق :

ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها حتى رأيت أبا عمرو بن عمار

التالي السابق


الخدمات العلمية