الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
عبد الله بن المبارك ، مولى بني حنظلة ، من أهل مرو ، كنيته أبو عبد الرحمن . يروي عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وحميد الطويل ، وعاصم الأحول . روى عنه : أهل العراق وخراسان ، كان مولده سنة ثماني عشرة ومائة ، ومات في رمضان منصرفا من طرسوس سنة إحدى وثمانين ومائة ، وقبره بهيت مدينة على الفرات مشهور يزار . والأخبار في مناقب ابن المبارك وشمائله أشهر وأكثر من أن تذكر ، أو تحتاج إلى الإغراق في ذكرها ، وكان ابن المبارك رحمه الله فيه [ ص: 8 ] خصال مجتمعة لم يجتمع في أحد من أهل العلم في زمانه في الدنيا كلها ; كان فقيها ورعا عالما بالاختلاف ، حافظا ، يعرف السنن ، رحالا في جمع العلم ، شجاعا ينازل الأقران ويكابت الأبطال ، أديبا يقول الشعر فيجيد ، سخيا بما ملك من الدنيا ، وكان إذا سافر يحمل سفرته على عجلة من كبرها ، فإذا نزل طرحها ثم يردها من احتاج ( إليه ) ، وكان يقول : لولا فضيل ما اتجرت . حدثنا ابن قتيبة قال : ثنا ابن أبي السري قال : ثنا معتمر بن سليمان قال : حدثنا ابن المبارك ، عن الأوزاعي قال : سألت يحيى بن سعيد والزهري وعطاء بن أبي رباح عن الرجل يجامع امرأته فيما دون الفرج فينزل ، فيسيل الماء حتى يدخل في الفرج ، قالوا : عليها أن تغتسل .

التالي السابق


الخدمات العلمية